الثلاثاء، 12 مايو 2020

ج3 / الرد علي كتاب: عذاب القبر والثعبان الأقرع لأحمد صبحي منصور زعيم جماعة منكري السنة آخر الكتاب

 

  ج3 / الرد علي كتاب: عذاب القبر والثعبان الأقرع لأحمد صبحي منصور زعيم جماعة منكري السنة آخر الكتاب

[ قلت البنداري : إن الصورة التي ذكرتها الآيات هنا في حياة المقتول في سبيل الله هي تلك الصورة التي نُعبر عنها بوجود نعيم القبر للمؤمنين أو عذابه للكافرين ، فكما أن آل فرعون يعذبون في الدنيا ولا نري هذا العذاب ولكنا نصدق به وكما أن قوم نوح يعذبون في الدنيا ولا نري هذا العذاب ولكنا نصدق به ، وكما أن الكافرين يعذبون في الدنيا بقوله تعالي ( فاليوم تجزون عذاب الهون ... ) ، ولكنا لا نري تعذيبهم ونحن نصدق بوجوده ، وكما أن المقتولين في سبيل الله تعالي ينعمون ويأكلون ويشربون ويفرحون ولكنا لا نعرف كيف يكون هذا ونصدق به ،   فكل هذه الصور الحية من حياة القبر فيما نراه نحن لأننا نُعاين فقط أوضاع الكائن البشري في أحدي ثلاث صور الصورة الأولي هي الحياة النابضة المفعمة بالحركة والمدعومة بالصوت ، والصورة الثانية هي مرحلة الاحتضار والموت والقبر، والصورة الثالثة هي حياة ما بعد الحساب والنشور، فكلما تكلمنا علي مرحلة حياة ما بعد الاحتضار والموت عبرنا عنها بحياة القبر ، عذابا أو نعيما ، وبعرضنا لصور المقتول في سبيل الله من حياة ونعيم ، وتعذيب آل فرعون ليل نهار ، وتعذيب قوم نوح حتي تقوم الساعة فإننا نجهل الماهية ونقر بالمشاهدة الزمنية فنسميها نعيم أو عذاب القبر ، لأن الميت حينها موجود في قبره أما الكيفية والماهية فلا يعلمها الا الله تعالي ولكنها حادثة لا محالة  ؟ ]، ثم يقول العكاك منكر السنة أحمد منصور: فالله تعالى يؤكد على النهى بألا نحسبنهم(؟) أمواتاً بل أحياء عنده تعالى وهم يتمنون نفس النعيم لرفاقهم فى الحياة الدنيا، أى يشعرون بهم، ونظير ذلك ما حكاه القرآن الكريم عن الرجل المؤمن فى قصة القرية المذكورة فى سورة )يس: (﴿قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ }يس26﴾،وربما تكون تلك الجنة هى الجنة التى كان فيها آدم وزوجه.. وربما تكون جنة المأوى المذكورة سورة النجم.. الله تعالى أعلم. ولكن المهم أنه لا صلة بين ذلك وموضوع القبر من النعيم والعذاب.. فأولئك (أحياء) وليسوا موتى، وهم (عند ربهم) وليسوا من سكان القبور، ولا يصح لعاقل أن يستشهد بذلك الاستثناء على إثبات خرافة ما أنزل الله بها من سلطان. [ قلت البنداري :بل أن الصلة بين هؤلاء وموضوع عذاب القبر أو نعيمه صلة منعقدة لا تنفك ، فهؤلاء جميعا حكمهم حكم من فارق الحياة وعاينّا مفارقتهم ، وقمنا بتقبيرهم ، وما هم فيه من حياة ما بعد الموت نسميه نحن حياة القبر من عذاب أو نعيم ، أما الماهية والكيفية فلا يعلمها الا الله تعالي ، فنحن نؤمن أن آل فرعون مُقبَّرين وهم تحت الأرض ،ونري منهم الفرعون بجسده محفوظا في المتحف المصري للآثار، لا نري عليه حريقا ولا تعذيبا ولكننا نوقن بأنه وآله يعذبون غدوا وعشيا،  وهم مع ذلك يعاينون عذابا وصفه الله وصفا نؤمن به ولا نستطيع لم أطرافه والوقف عليها الا بالشكل الذي وصفه الله تعالي لنا ، ]ويستأنف المنكر قائلاً: آل فرعون وقوم نوح: الذى يفقد حياته قتلاً مضحياً بها فى سبيل الله تعالى يهبه الله حياة أبدية وقت البرزخ وفى الآخرة يعيش فى نعيم دائم..[ أقول البنداري: هنا أخطأ أحمد صبحي في نقطتين : الأولي قوله : حياة أبدية وقت البرزخ ، وقد جمع بين المتناقضات فالبرزخ قناة توصيل بين مستودع الأنفس وحاجز فصل، ولا نعلم عنه أكثر من ذلك وكل زعم غير ذلك أو فوق ذلك فهو إفك وكذب لأن البرزخ لم نكن نعلمه إلا بنقل ( بقرآن  ) ويتضح من الآية أنه مجرد قناة وحاجز بين منطقتين الدنيا ومستودع الأنفس أو ما يسمونه (الأرواح) ، فليس في البرزخ حياة ولا موت ولا أنفس ولا أجساد ، والثانية: قوله البليد ( حياة أبدية وقت البرزخ ، ومعلوم أن البرزخ مخلوق يسري عليه الفناء واللا أبدية فمع فرض صحة كلامه جدلاً في البرزخ ، فمتى كانت حياة البرزخ أبدية والبرزخ نفسه فانٍ منعدمٍ غير أبدي ، وهكذا تري  أن ابن الصبحي يُهبِّل في كلامه ويصيغه لأناس يظن أنهم لا يفهمون وقد صدق في هذه فقد اجتمع حوله مجموعة من الناس من هذا الصنف الذي لا يفهم تسلط ابن منصور عليهم يضلهم فيصفقون ويتكلم بجهل بينهم فيعُجبون وينادي إضلالا فيلبون وليس فيهم ولا بينهم رشيدٌ يأخذ علي يديه ويوقفه عند التعدي وتخطي حدود الله فهل كلكم يا أتباع أحمد صبحي منصور قد فقدتم عقولكم ، وتخليتم عن رشدكم وألغيتم عقولكم ، فإن كنتم كما قلنا فبئس القوم أنتم وبئس الشرذمة من الناس أنتم وإلا فهذه كياناتكم قدروها في أنفسكم تكونوا بذلك أعزة ، وارفضوا كل باطل بعد دراسة حُرة لا تتقيدوا بأحمد ولا زيد ولا عبيد فإنما هو دينكم وهذا القرآن قرأنكم وليس قرآن أحمد صبحي وسوف يُبعث كل أحد منك فردا لن يدافع عنه صبحي (كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80) ) مريم / 80 )   ؟؟   وقوله تعالي (  لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95) }مريم95)،  وقوله تعالي (يوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }النحل111    ) ، خاصة وأنتم ترون أخطاءه في أبسط المدلولات  ، ومخالفاته لمدلولات القرآن الحقيقية ، وتقوُّله علي الله مالم يقله الله ورسوله ،  ]  ثم يستأنف ابن الصبحي ضلاله فيقول :  وفى المقابل فهناك من عاش حياته الدنيا بأكملها يحارب الله تعالى ويضطهد النبى المرسل إليه حتى يفقد حياته فى سبيل الشيطان وذلك ما ينطبق على آل فرعون وقوم نوح فقط ، ونقول فقط مع كثرة المكذبين الذين حاربوا الله ورسله لأن القرآن ذكرهم فى هذا الخصوص بالتحديد [ وأقول البنداري: هذه ضلالة أخري من ضلالات أحمد منصور لأنه استدل بذكر القرآن لآل فرعون وقوم نوح علي انعدام أي مذكور غيرهم وهو منهج باطل لا يصلح الا في حالات وجود دليل حصر وقصر حقيقي مثل قوله ( لا ... إلا )  ، أو استثناء معين بدليل استثناء صحيح ،( مثل : كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ .. }آل عمران93 )  أو ببيان انعدام وجود غيره ، وكل ذلك في أمثلة آل فرعون وقوم نوح والمقتولين في سبيل الله غير موجود بل دل اللفظ العام في قوله تعالي (الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ. وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىَ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوّلَ مَرّةٍ وَتَرَكْتُمْ مّا خَوّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَىَ مَعَكُمْ شُفَعَآءَكُمُ الّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَآءُ لَقَد تّقَطّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلّ عَنكُم مّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ﴾. فقوله تعالي ( اليوم تجزون عذاب الهون ... ) يعني في الدنيا والدليل علي ذلك أنه ذكر بعدها قوله تعالي : (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىَ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوّلَ مَرّةٍ ) أي في الآخرة ، وما ذكره القران في عذاب القبر في قوم نوح وآل فرعون  ما هو الا أمثلة تطبيقية لقاعدة أقرها الله تعالي في كتابه ، وبينها رسوله (صلي الله عليه وسلم) في سنته ، وأما كيفية التعذيب في القبر وما هو القبر وأين يحدث التعذيب فهناك شقان من البينات شقٌ علمناه ، وهو حتمية حدوث عذاب القبر ، والشق الثاني هو مالم نره مما أخبر الله تعالي به ورسوله وهو ألأكثر  وهو كيفية حدوث هذا التعذيب في القبر ،] ثم يقول المنكر لسنة النبي (صلي الله عليه وسلم):وذكر أيضاً أن المجرمين حين تقوم الساعة يقسمون ما لبثوا غير ساعة، إذن القاعدة العامة أن المجرمين يستيقظون عند البعث وقد مرت عليهم فترة البرزخ بدون إحساس أو شعور أو عذاب.. والاستثناء هو حالة آل فرعون وقوم نوح..[ قلنا البنداري: أن توليفة أحمد صبحي هذه لا تصلح مطلقا لافتقاده الدليل الصحيح علي حدوث استثناء في حادثة عذاب القبر في آل فرعون وقوم نوح ، للآتي : 1= انعدام دليل الاستثناء في الآيات ، 2= (إن الاستثناء هو المذكور بعد [إلا] أو إحدى أخواتها المخرج مما قبلها بعضا من كل تحقيقا أو تقديرا متصلا أو منقطعا محكوما عليه بنقيض ما حكم به أولا،سواء كان من جنس المستثنى أم من غير جنسه بشرط الإفادة.)

3= أدوات الاستثناء أدوات الاستثناء وكلماته  هي على النحو الآتي : حروف ـ أسماء ـ أفعال وحروف ، أما الاستثناء المسبوق بنفي ، أو شبهه فيسمى استثناء منفيا ، أو غير موجب . نحو : ما حضر إلا محمدٌ . ولا تكافئ إلا المجتهدَ . وإذا كان الاستثناء غير مسبوق بنفي ، أو شبهه فيسمى استثناء مثبتا ، أو موجبا نحو : انصرف الضيوف إلا ضيفا . كما أنه إذا كان المستثنى من موجودا سميت جملة الاستثناء تامة . نحو : أقلعت الطائرات إلا طائرة . وإذا كان المستثنى من مفقودا غير موجود  سميت جملة الاستثناء ناقصة ، أو غير تامة . نحو : ما صافحت إلا أخاك . وإذا كان المستثنى جزءا من المستثنى منه سمي الاستثناء متصلا . نحو : نجح الطلاب إلا طالبا . وإذا لم يكن المستثنى جزءا من المستثنى منه سمي منقطعا . نحو : حضر المسافرون إلا حقائبهم .                                     أولا ـ حروف الاستثناء:  لا يعد من حروف الاستثناء دون المشاركة سوى " إلا " ، والمستثنى بها له ثلاثة أحوال : ـ
الحالة الأولى : وجوب النصب ، إذا كانت جملة الاستثناء تامة مثبتة ، سواء أكان الاستثناء متصلا ، أم منقطعا . مثال المتصل : حضر المتفرجون الحفل إلا متفرجا، حضر :فعل ماض مبني على الفتح . المتفرجون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم . الحفل : مفعول به منصوب بالفتحة . إلا : حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب . متفرجا : مستثنى منصوب بالفتحة .

@ ومنه قوله تعالى : { إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ }التوبة4التوبة، و قوله تعالى : فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ }النمل57 . و قوله تعالى :( وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ }النمل87، وقوله تعالى :(... فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ ) البقرة249، ومثال المنقطع : حضر الطلاب إلا كتبهم ، وغادر الحجاج مكة إلا أمتعتهم .
حضر فعل ماض مبني على الفتح ، والطلاب فاعل مرفوع بالضمة .
إلا : أداة استثناء مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب .
كتبهم : كتب مستثنى منصوب بالفتحة ، وكتب مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
@  ومنه قوله تعالى : { وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً }النساء157
@  ومنه قول النابغة الذبياني :
      وقفت فيها أصيلا كي أسائلها     عيَّت جوابا وما بالربع من أحد
     إلا الأواريُّ لأيا ما أبينها        والنوى كالحوض بالمظلومة الجلد
الحالة الثانية : وهي إذا كانت جملة الاستثناء منفية تامة ، جاز في إعراب المستثنى وجهان :
1- النصب على الاستثناء .
نحو : ما تأخر الطلاب إلا طالبا .
ما تأخر : ما حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، تأخر فعل ماض مبني على الفتح .
الطلاب : فاعل مرفوع بالضمة .
إلا : حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
طالبا : مستثنى منصوب بالفتحة .
@  ومنه قوله تعالى : { فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ }هود81}
بقراءة " امرأتك " منصوبة على الاستثناء .
2-  اتباع المستثنى للمستثنى منه ، ويعرب بدلا بعض من كل ، وفي هذه الحالة تكون " إلا " مهملة غير عاملة . نحو : ما تأخر الطلاب إلا طالبٌ .
ما تأخر : ما نافية لا عمل لها ، تأخر فعل ماض مبني على الفتح .
الطلاب : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة .
إلا طالب : حرف استثناء ملغي " أداة حصر " . طالب بدل بعض من كل مرفوع بالضمة ، لأن المبدل منه " الطلاب " فاعل مرفوع .
@  ومنه قوله تعالى( وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ (66)} النساء . بقراءة الرفع في " قليل " وقوله تعالى : {  قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ }الحجر56}. ومثال التابع المنصوب : ما رأيت اللاعبين إلا محمدا .
محمدا : بدل بعض من كل منصوب بالفتحة الظاهرة ، لأن المبدل منه " اللاعبين " مفعول به منصوب .
ومثال المجرور : ما مررت بالمعلمين إلا خالدٍ .
خالد : بدل بعض من كل مجرور ، لأن المبدل من " المعلمين " مجرور .
تنبيهات :                                                                       1- إذا كان الاستثناء منقطعا فالأفصح ، والذي نزل به القرآن هو وجوب النصب . نحو : ما في البيت أحد إلا قطةً . وليس لي صديق إلا الكتابَ .
@  ومنه قوله تعالى : { ما لهم به من علم إلا اتباع الظن }. 157 النساء . @@ وقوله تعالى : { وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ }البقرة78} .
ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
في البيت : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
أحد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة .
إلا : حرف استثناء مبني على السكون .
قطةً: مستثنى منصوب الفتحة الظاهرة .
2-  وإذا تقدم المستثنى على المستثنى منه وجب نصبه أيضا .
نحو : ما لي إلا خالدا صديقٌ . وليس عندي إلا الصدق قول .
ما لي : ما نافية لا عمل لها . لي جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
إلا خالدا : حر استثناء ، وخالدا مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة .
صديق : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة .
الحالة الثالثة : أن يعرب الاسم الواقع بعد إلا حسب موقعه من الجملة ، وذلك إذا كانت جملة الاستثناء منفية ناقصة ، وفي هذه الحالة يلغى عمل حرف الاستثناء ، وهذا النوع يعرف بالاستثناء المفرغ .
أي : ما قبل حرف الاستثناء تفرغ للعمل فيما بعده . مثال الرفع على الفاعلية : ما تفوق إلا خالدٌ .
@  ومنه قوله تعالى : { قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ }النمل65 ،وقوله تعالى : { لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا }87 مريم
وقوله تعالى : { لا يأكله إلا الخاطئون } 37 الحاقة                                               وقوله تعالى : { لا يصلاها إلا الأشقى }15 الليل .
@@ ما تفوق إلا خالد
ما تفوق : ما حرف نفي مبني على السكون لا عمل له ، تفوق فعل ماض مبني على الفتح . إلا حرف استثناء ملغي
خالد : فاعل مرفوع بالضمة .
ومثال نائب الفاعل : ما كوفئ إلا الفائز . وما عولج إلا المريض .
ومثال الرفع على الابتداء : ما في البيت إلا محمدٌ .
إلا محمد : إلا حرف استثناء ملغي ، و " محمد " مبتدأ مرفوع بالضمة .
@ ومنه قوله تعالى : { ما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون }5 .
وقوله تعالى : { وما على الرسول إلا البلاغ المبين }18 العنكبوت  .
ومثال الخبر : ما أخي إلا مثابر .  فـ " مثابر " خبر مرفوع بالضمة .
@  ومنه قوله تعالى : { ما هذا إلا سحر مفترى }36 القصص
وقوله تعالى : { إن هو إلا ذكر وقرآن }69 يس  .
وقوله تعالى : { وما محمد إلا رسول }144 آل عمران  .
@   ومنه قول طرفة بن العبد :
لعمرك ما الأيام إلا معارف      فما اسطعت من معروفها فتزود
مثال المفعول به : ما قرأت إلا قصيدة . وما كافأت إلا طالبا .
فـ " قصيدة " مفعول به منصوب بالفتحة .
@  ومنه قوله تعالى : { إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا }81 النحل  .
وقوله تعالى : { وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا }8 الفرقان .
وقوله تعالى : { وما يعبدون إلا الله }16 الكهف
ومثال الجار والمجرور : ما التقيت إلا بمحمد ، وما استمعت إلا لعلي .
فـ " محمد " اسم مجرور بحرف الجر ، وعلامة جره الكسرة .
@ ومنه قوله تعالى : { وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }النمل75 ، وقوله تعالى : { ما خلق الله ذلك إلا بالحق }يونس/5
وقوله تعالى : {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ }آل عمران145.
ثانيا ـ أسماء الاستثناء : ( غير///// وسوى .(
يعرب ما بعدهما مجرورا بالإضافة ، أما هما فيأخذان إعراب المستثنى الواقع بعد إلا بأحواله الثلاث .
نحو : حضر الطلاب غيرَ طالبٍ ، أو سوى طالبٍ .
حضر الطلاب : فعل ماض مبني على الفتح ، والطلاب فاعل مرفوع بالضمة .
غير : مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة ، وغير مضاف .
طالب : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة .
ومثال ما يعرب فيه " غير وسوى " مستثنى منصوبا ، أو بدلا : ما تأخر الطلاب غيرَ طالب ، أو : سوى طالب .
أو : ما تأخر الطلاب غيرُ طالب . أو : سوى طالب .
فـ " غير " الأولى مستثنى منصوب بالفتحة .
والتقدير : ما تأخر الطلاب إلا طالبا .
و " غير " الثانية بدل بعض من كل مرفوع لأن المبدل منه " الطلاب " فاعل  مرفوع ، والتقدير : ما تأخر الطلاب إلا طالبا .                                @ ومثال مجيء غير وسوى على الحالة الثالثة ( وهو الاستثناء المفرغ )              ما فاز غيرُ محمد ، أو سوى محمد .
فـ " غير " فاعل مرفوع بالضمة ، ومحمد مضاف إليه مجرور بالكسرة .
والتقدير : ما فاز إلا محمدٌ .
ومثال النصب : ما كافأت غير المجتهد ، أو سوى المجتهد .
فـ " غير " مفعول به منصوب بالفتحة ، والمجتهد مضاف إليه مجرور   
والتقدير : ما كافأت إلا محمدا .
@ ومنه قوله تعالى :{ ما لبثوا غير ساعة} 55 الروم .
وقوله تعالى : { وما زادوهم غير تثبيب }101 هود  .
ومثال الجر : ما مررت بغير خالد ، أو : بسوى خالد .
بغير خالد : جار ومجرور متعلقان بـ " مررت " ، وغير مضاف ، وخالد مضاف إليه مجرور ، والتقدير : ما مررت إلا بخالد .
ثالثا ـ أفعال الاستثناء:           عدا /////////،خلا ، /////////////حاشا .

 

@ عدا وخلا لا تعمل في المستثنى النصب إلا بشرط أن يسبقها " ما " المصدرية .
نحو : حضر الطلاب ما عدا محمدا . وسافر الحجاج ما خلا قليلا .
حضر الطلاب : فعل وفاعل .
ما عدا : ما حرف مصدري مبني على السكون ، وعدا فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر .
محمدا : مفعول به منصوب بالفتحة .
ومثلها خلا . أما حاشا فلا تسبقها ما المصدرية ، ويجوز في المستثنى بعدها النصب على المفعولية ، أو الجر على اعتبارها حرف جر .
نحو : نجح الطلاب حاشا محمدا ، أو حاشا محمدٍ .
وذا خلت عدا ، أو خلا من ما المصدرية ، فيجوز إعراب المستثنى بعدهما مفعولا به منصوبا على اعتبارهما فعلين ، أو اسما مجرورا على اعتبارهما حرفي جر .
نحو : قدم الضيوف عدا ضيفا ، أو : عدا ضيفٍ .
عدا ضيفا : عدا فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، وضيفا مفعول به منصوب .
عدا ضيف : عدا حرف جر مبني على السكون ، وضيف اسم مجرور .

 

ملخص أدوات الاستثناء " كلماته " فهي على النحو الآتي : حروف //////// أسماء ////////// أفعال///////// وحروف

 

،أما الاستثناء المسبوق بنفي ، أو شبهه فيسمى استثناء منفيا ، أو غير موجب .
نحو : ما حضر إلا محمدٌ . ولا تكافئ إلا المجتهدَ .
وإذا كان الاستثناء غير مسبوق بنفي ، أو شبهه فيسمى استثناء مثبتا ، أو موجبا نحو : انصرف الضيوف إلا ضيفا .
كما أنه إذا كان المستثنى من موجودا سميت جملة الاستثناء تامة .
نحو : أقلعت الطائرات إلا طائرة .
وإذا كان المستثنى من مفقودا " غير موجود " سميت جملة الاستثناء ناقصة ، أو غير تامة . نحو : ما صافحت إلا أخاك .
وإذا كان المستثنى جزءا من المستثنى منه سمي الاستثناء متصلا .
نحو : نجح الطلاب إلا طالبا .
وإذا لم يكن المستثنى جزءا من المستثنى منه سمي منقطعا .
نحو : حضر المسافرون إلا حقائبهم

 

ادوات او  وحروف الاستثناء ثمانية وهي: إلا //وغير// وسِوى،// وسُوى// وسواء ////////وخلا ////////وعدا ////////وحاشا.

 

فالمستثنى بإلا ينصب إذا كان الكلام تامًا موجبًا، نحو: قام القوم إلا زيدا، وخرج الناس إلا عمْرًا.
وإذا كان الكلام منفيًا جاز فيه البدل والنصب على الاستثناء، نحو: ما قام القوم، وما ضربت إلا زيدا، إلا زيدٌ وإلا زيدًا.
وإن كان الكلام ناقصًا على حسب العوامل، نحو: ما قام إلا زيد، وما مررت إلا بزيد.                                                                                والمستثنى بغير وسِوى وسُوى وسواء مجرور لا غير.
والمستثنى بخلا وعدا وحاشا يجوز نصبه وجره، نحو: قام القوم خلا زيدا وزيدٍ، وعدا عَمْرًا وعمرٍ، وحاشا بكرًا وبكرٍ. وأقول البنداري :لقد استعرضت ملخصا عن الاستثناء في اللغة العربية ( لسان القرآن) لأكشف مرسلات أحمد صبحي المخبولة في دعواه أن قضية آل فرعون وعذاب القبر استثناء ، وليتبين القارئ أن الاستثناء كغيره له قواعده الثابتة وأن أدوات الاستثناء الثمانية لم يرد أحدها في قصة عذاب القبر في قوم نوح  وآل فرعون كما يزعم الكذاب ابن الصبحي   ]، ثم يستمر منكر السنة في افكه وضلاله فيقول : يقول تعالى عن قوم نوح ﴿مّمّا خَطِيَئَاتِهِمْ أُغْرِقُواْ فَأُدْخِلُواْ نَاراً فَلَمْ يَجِدُواْ لَهُمْ مّن دُونِ اللّهِ أَنصَاراً﴾ (نوح 25). أى بسبب خطاياهم أغرقهم الله فأدخلهم النار مباشرة بعد الغرق. أى فى البرزخ..[ وأقول البنداري : ما زال أحمد صبحي يستعبط قراءه ويستخف بعقولهم فهو تارة يقول أن البرزخ مكان لا يستخدم للعذاب ، وتارة يقول أن قوم نوح يعذبون بالنار مباشرة، في البرزخ كل هذا لكي ينفي ما هو ثابت بنص من هو خير منه مقاما ، وقيمة وقدرا عند الله وعند المؤمنين ( محمد خير خلق الله كلهم) ، والحق أنه لا هذا ولا ذاك مما يزعمه الأفاك صبحي ،فما جاء من نقل صحيح عن البرزخ لا يوجد فيه هذه التآليف الصبحية ،  وما جاء من نقل صحيح عن عذاب القبر هو الحق الذي يماري فيه الأفاك صبحي ، ثم تراه يسترسل في الاستخفاف بعقول قرائه ليلبث عليهم الحق بوجدان لا يقدم أو يؤخر في أمر قوم نوح شيئا وبقصة يطول شرحه لها يعرفها الناس جميع ليلف بهم ويدور ليشغلهم عن المدلول الرائع لقوله تعالي (مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً }نوح25 ) وأين يكون تعذيبهم الا في قبورهم ؟؟  فيقول المنكر : وقد استمرت خطاياهم عصياناً مدته ألف سنة إلا خمسين عاماً رفضوا فيها دعوة نوح حتى قال نوح فى النهاية يائساً من هدايتهم ﴿وَقَالَ نُوحٌ رّبّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيّاراً. إِنّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوَاْ إِلاّ فَاجِراً كَفّاراً﴾ (نوح 26، 27).وأوحى الله تعالى الى نوح بمصير قومه المشركين ومجىء الطوفان الذى لن يبقى منهم أحدا. وأخذ نوح فى صنع السفينة وكبار المشركين يمرون به يسخرون منه ويرد عليهم نوح بما يدل على أن الله تعالى أوحى اليه بمصيرهم فى الموت بالطوفان والعذاب بعده فى البرزخ. يقول تعالى: وأوحى الى نوح أنه لن يؤمن من قومك الا من قد ءامن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون.واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا انهم مغرقون. ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، قال ان تسخروا منا فانا نسخر منكم كما تسخرون. فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم."هود 36-39." أى ان نوح سيرد على سخرية المشركين به حين يأتيهم عذاب الخزى فى البرزخ وبعده العذاب المقيم المستمر فى يوم القيامة. نوعان من العذاب قال نوح لقومه انهم سيعلمون بأمرهما، اول نوع من العذاب هو فى البرزخ بعد الموت غرقا بالطوفان، وعنده سيرد نوح على سخريتهم بسخرية مماثلة تشعرهم بالخجل من أنفسهم. أما العذاب الاخر فهو مؤجل ليوم القيامة.   وأصبح كفار قوم نوح أئمة للكفار فى كل الأمم اللاحقة، ويأتى كل نبى يخوف قومه بمصيرهم.. وقصة الطوفان تحتل مكانتها فى كل تراث قديم للشعوب المنقرضة.. وكما كان قوم نوح أول الأمم التى أهلكها الله بالطوفان كان آل فرعون هم آخر من أهلكه الله بطوفان البحر الأحمر.. وقد سار فرعون وآله على نفس الطريق الذى سار عليه قوم نوح. رفضوا بإصرار كل الآيات التى جاء بها موسى وأخوه هارون، ووصل فساد فرعون إلى ادعاء الألوهية العظمى والربوبية العظمى ولم يسمح لموسى أن يهرب بقومه من استبداده، وقضى فرعون آخر أيامه فى مطاردة الفارين من ظلمه واستبداده، ووهب حياته حتى آخر لحظة للشيطان..

لذلك جعله الله وآله أئمة للكافرين الآتين بعده ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمّةً يَدْعُونَ إِلَى النّارِ﴾ (القصص 41). تماماً مثلما كان قوم نوح.. وقال تعالى أن المشركين اللاحقين ﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذّبُواْ بِآيَاتِنَا﴾ (آل عمران 11)، ﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذّبُواْ بآيَاتِ رَبّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَآ آلَ فِرْعَونَ وَكُلّ كَانُواْ ظَالِمِينَ﴾ (الأنفال 54). أى يشبه بفرعون كل مشرك أتى بعده.[ قلت البنداري:كل كلام أحمد صبحي  قص ولصق لا تجانس فيه ولا ترابط الا بمرسلاته الفارغة وكلامه الباطل فهو يربط بين الآيات التي يوردها بهواه حيث لا رابط لها غير اشتراكهما في عذاب القبر ، مهما ضل عن هذه الحقيقة وبعد ومهما حاول اضلال الآخرين بزعمه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ] ثم يقول :واختص الله فرعون وآله بعذاب فى البرزخ [ وأقول البنداري: كل ما يقوله أحمد صبحي كلام مرسل لا دليل عليه وهو إما من خالص تصوره أو متأثرا بمذاهب علمانية مادية فالبرزخ والقبر من الغيبيات التي يتطلب الكلام فيها نقل ثابت صحيح من قرآن أو سنة؟ وأنت تري من سياق حديثه أنه أنشأ قضية من مقدمات ونتائج لم يستدل علي ثبوتها فباتت قضية باطلة واهية حين قال : (وكل نفس تكون ميتة فى عالم البرزخ) ، وهو هنا يقول أن الله قد اختص فرعون وآله بعذاب فى البرزخ ، فكلامه كله تناقضات ،  لا تنهض بها حجة ولا يقوم عليها قط دليل ]  ويستأنف فيقول: يكون مقدمة العذاب الأسوأ فى الآخرة ﴿فَوقَاهُ اللّهُ سَيّئَاتِ مَا مَكَـرُواْ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوَءُ الْعَذَابِ. النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ أَدْخِلُوَاْ آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدّ الْعَذَابِ﴾ (غافر 45،46). اذن هنا أيضا نوعان من العذاب.الأول هنا وصفه الله تعالى بأنه"سوء العذاب" والآخر هناك موصوف بأنه "أشد العذاب" .،  فالقرآن فى قوله تعالى" فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب" [ قلت البنداري:سيدخل الغشاش صبحي في قصة أخري طويلة ليضلل بها قراءه ويشغلهم برغيه عن أصل الموضوع وهو أن الله تعالي يعذب آل فرعون غدوا وعشيا في قبورهم حتي يوم القيامة بطريقةٍ لم يخبرنا بها ، وكيفيةٍ استأثر بعلمها هو سبحانه من دون عباده ، ولو تفكر الغشاش صبحي قليلا لعلم أننا في حياتنا دائما نعاين ونعايش شهادة وغيب في آن واحد ،  فنحن في المنزل لا نري غير أولادنا وزوجاتنا وجدران منازلنا وأثاث البيت وديكوراته ، وما وراء الجدران لا نعلم منه شيئا إلا ما سبق أن عايناه وشاهدناه، ولا نري ما يدور في شوارع المدينة ومنازلها وأروقتها وأنهارها وبحارها وسائر مدن الكرة الأرضية وبلدانها، وكم من مكان لم نره ولا نعرف عنه شيئا يعيش فيه أهله وجدانا كاملاً وحساً بالغا وحياة  لا تنقطع ، فهكذا عذاب القبر ، لم نخبر منه غير ما قصه القران علينا من أخبار المعذبين في قبورهم من آل فرعون وقوم نوح وكل كافرٍ يموت علي كفره ، ويحدث في قبورهم من العذاب مالا نتصوره ولا نعرف عنه الا ما تفضل الله علينا به وأخبرنا إياه ، ونحن نُعاين من أنفسنا الجزء المرئي لنا ولا نري بعض، ما نُقر به جميعا من تواجدٍ للملائكة الحفظة ، والكرام الكتبة ، بل نؤمن بأن حولنا مخلوقات كثيرة مثل الجن والملائكة والبكتيريا ، والفيروسات ولكن لا نري منها شيئا ، وهكذا فما حولنا من معذبين في قبورهم لا نعلم منهم الا أنهم يعذبون في قبورهم ولكننا لا نري ذلك ولا نعرف كيفيته ، هكذا قضي الله في شأن بني آدم أن لا يعلمون ما وراء الجدار وما خلف الستار وما يدور في الغيب ولكن لا يعني هذا انعدام كيانات ومخلوقات وشرائح ومقننات مُغَيَّبة مخفية عن ناظرهم فما يعنيه في حضرتهم شيء وما يدور في خلق الله من أمور شيء آخر ولا نعلم ما وراء الحجب الا بنقل صحيح من القرآن أو السنة الصحيحة وما لم يُنقل إلينا فلا نعرف عنه شيئا ،؟؟؟؟؟؟؟؟؟] ويستمر ابن الصبحي في أوهامه فيقول في قصته الطويلة التي لا تثبت إلا ضلاله فيقول: يتحدث عن كيف أنجى الله تعالى مؤمن آل فرعون من مكر فرعون وآله، وتم ذلك بإغراقهم في البحر ودخولهم سوء العذاب في البرزخ وليس عن القبر[ قلت البنداري: هكذا يصر صبحي علي عناده وضلاله فيذكر البرزخ بدلا عن القبر حتي يرضي غروره في عناده علي إنكار عذاب القبر دون دليل أو بينة الا مرسلاته التائهة الضالة وزعمه من عند نفسه، ويلجأ الي معالجة الموضوع في نفوس من يقرأ له عن طريق الآتي : 1= التكرار المُمِل للمعني الذي صممه ورسمه ، في عبارتين يكررهما طول عرضه للآيات التي تثبت تعذيب آل فرعون وقوم نوح  : في البرزخ وليس في القبر ، في البرزخ وليس في القبر ،،،، في البرزخ وليس في القبر ، وهكذا ليدك المعني الذي ينشده في عقول القارئين وفي نفوسهم دكا ، وليُطبق عليهم المحاولة للفهم بحيث لا يفهمون إلا ما يزعم ، وهذا الأسلوب مرصود لدي علماء الطب النفسي ، ومعروف تفصيلاته لدي الدعائيين في المؤسسات الدعائية والنفسية ، ومروجي الإشاعات وعملاء المخابرات في كل دولة ، ودعاة الضلال أمثال أحمد صبحي منصور . 2= الدخول الفكري المتعمد برصيد هائل من التصورات المختلقة والمؤلفة إلي المناطق العقائدية والفكرية التي لم يرد فيها أي علم نقلي ولا يمكن إقامة الدلائل العقلية أو الواقعية أو التاريخية علي بيان أي شيء فيها بصورة تُنسي القارئ مطالبته بالدليل علي صحة زعمه،  وذلك بترسيم المعني المراد فرضه علي أذهان الناس بتصميمه  لصورة موسعة من نصب خياله عن المسكوت عنه في الشرع ، مثل البرزخ ففي الشرع لم يرد عن البرزخ ما يدل علي كل أقاصيصه وحواديته وأوهامه التي أكثر منها صبحي ،  وكل ما جاء في البرزخ في القرآن الكريم هو  آيات سورة الفرقان وآيات سورة المؤمنون ، فكيف جاء بكل هذه المعلومات عن البرزخ ، إلا أن يكون من خيالات الفلاسفة القدامى أو الأطروحات القائمة علي التخمين والتصور الاجتهادي الفظ،  وكل ذلك لا يقيم في الشرع حجة ولا تستند إليه قضية ولا يصح فيه حديث ، وقد أكثر الأفاك صبحي من توصيف البرزخ وحياته ووضع الأنفس فيه وما هو وكل شيء يمكن أن يقوله فيه لا لشيء إلا لكي يُبعد الناس عن أن يتصوروا  أن عذابا في القبر يمكن أن يكون ،لكي تظل قضية إنكاره لسنة النبي (ص) مستقيمة بل لقد لجأ إلي تحريف معاني الآيات بكل وقاحة ليتلاءم سياقها بعد تفسيره لها مع توجهه وزعمه الفاضح المكذوب  ،  3= استباحة الكذب والتقول علي الله ورسوله مالم يقولاه ببجاحة منقطعة النظير يُصيغ ذلك في شكل قصة طويلة أو جملة قصيرة بالطول أو بالعرض 4= استخدامه لقص الأدلة ولصقها وتفصيل دليله من مجموعة آيات غير متجانسة ، يطغي عليها قرض فكرته ولو كسر في سبيل ذلك كل قواعد ونظريات الحجاج .]، ثم يقول المنكر:  والآية القرآنية تشير إلى عذاب فرعون في البرزخ إلى قيام الساعة حيث سيدخل بعدها الى نوع آخر من العذاب هو " أشد العذاب ",[ قلت البنداري : فإذا كان الله لم يتكلم عن البرزخ بأكثر من قوله تعالي (لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }المؤمنون100 ) فمن أين أتي أحمد صبحي بهذا التفصيل الصبحي البرزخي ؟ أيعقل أن يعلم مالا يعلمه الله ؟؟؟!!! لكن علمنا أن الله تعالي يعلم كل غائبة في السموات والأرضين ،  أم يكون هو مهوس مخبول كذاب أشر ، يفتري الكذب ويؤلفه تحقيقا لمزاعمه ؟ إنه كذلك ؟؟ إن البرزخ حاجز يفصل بين من مات ومن يحيا وكل من دخل خلف الحاجز صار الحاجز خلفه فلا يمكنه الرجوع الي الدنيا وقد استثني الله تعالي من ذلك بعض خلقه ولم نعلم عن هذا الاستثناء إلا بالنص النقلي في قوله تعالي (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ }البقرة243 ) وذلك معناه: (ألم تر) استفهام تعجب وتشويق إلى استماع ما بعده أي ينته علمك (إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف) من أربعة وحتي  سبعين ألفا (حذر الموت) مفعول له وهم قوم من بني إسرائيل وقع الطاعون ببلادهم ففروا (فقال لهم الله موتوا) فماتوا (ثم أحياهم) بعد ثمانية أيام أو أكثر بدعاء نبيهم حِزْقيل بكسر المهملة والقاف وسكون الزاي [وهو نبي الله ذي الكفل] فعاشوا دهرا عليهم أثر الموت لا يلبسون ثوبا إلا عاد كالكفن واستمرت في أسباطهم (إن الله لذو فضل على الناس) ومنه إحياء هؤلاء (ولكن أكثر الناس) وهم الكفار (لا يشكرون). ومنهم نبي الله عيسي حيث قال تعالي (وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران49 ) ، وقوله تعالي (وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران49 // ) ، والرجل الذي مر علي قرية وهي خاوية علي عروشها (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة259)  ؟؟؟؟ ] ثم يستأنف باطله فيقول أيضا في البرزخ  :  ولنا أن نتخيله فى البرزخ وهو يعانى فيه العذاب بينما يرى ما انعم الله تعالى به على المستضعفين من بنى إسرائيل ، وهكذا معنى قوله تعالى في قصة موسى وفرعون " إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم .. " إلى أن يقول الله تعالى عن بنى إسرائيل " ونمكن لهم في الأرض ، ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون " القصص 4 : 6 .
فقد كان فرعون في طغيانه يضطهد بنى إسرائيل خشية منهم ، وحدث ما كان يحذر منه وتم تمكين الله تعالى لبنى إسرائيل بعد غرق فرعون مصداقاً لقوله تعالى " فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم " إلى أن يقول تعالى عن بنى إسرائيل " وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها، وتمت كلمة ربك الحسنى على بنى إسرائيل بما صبروا ، ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون " الأعراف 136 : 137 إذن فالتدمير لما كان يصنع فرعون والتمكين لبنى إسرائيل حدث بعد غرق فرعون .. إذن فكيف يرى فرعون ذلك بعد غرقه ..؟ لأن فرعون وآله كانوا ولا يزالون في البرزخ يعيشون في عذاب إلى أن تقوم الساعة .[ قلت البنداري :تري كم المعلومات الصبحية البرزخية التي يعرفها صبحي ولم يذكر الله تعالي  عن البرزخ أكثر مما ورد في آية سورة المؤمنون ؟؟؟ يا للعجب العجاب ؟؟؟!!!، ] ثم يقول الأفاك صبحي:  ثم سيأتي أشد العذاب يوم القيامة بعد سوء العذاب فى البرزخ ، مصداقاً لقوله تعالى عنهم " النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب " غافر 46
ان عذاب فرعون ليس فى القبر ولكنه عذاب فى البرزخ لأن الخصوصية التالية لفرعون أن الله أنجى جسده وقال له عند الموت ﴿فَالْيَوْمَ نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ﴾ (يونس 92)  [ فلت البنداري :فأي خصوصية هذه التي تعطي السلب وتمنع الإيجاب، وتحرف معاني آيات الله وتبطل شريعته ؟ !! فليست هذه بخصوصية ولا عذاب لآل فرعون وقوم نوح الا في قبورهم اما الخصوصية فهي صفة ايجاب وعطاء تُعطي لمميز من دون البشر ونتعرف علي ذلك بلفظ دالٍ أو حكمٍ مقطوعٍ به لا يقبل التأويل ، يجيء في الكتاب مثل قوله تعالي : (وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }البقرة105     ) ، أو مثل قوله تعالي (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }آل عمران74)، ومثل قوله تعالي (  اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }الحج75 ) ، ومثل قوله تعالي (  وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي }طه41 ) ومثل قوله تعالي (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى }طه13) ، و (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }القصص68  ) ، أو بمدلولات الخصوصية النوعية مثل أمر الله لأمة الإسلام بالصلاة علي النبي (  إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }الأحزاب56 )، و(  وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا ...}هود37 ، وقوله تعالي لرسوله محمد خير البرية (ص):[وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ... }الطور48، وقوله تعالي (تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ }القمر14، وهكذا فكل هذه الخصوصيات الموجبة من فيض الله لبعض عباده بالرحمة ، والاصطفاء في الرسالة ، والإختيار ، أو بالتميز عن سائر البشر بألفاظ التميز الصريحة ( يصلون علي النبي ..) ( صلوا عليه وسلموا تسليما ) ، والخصوصية هي صفة زيادة وعطاء وليست صفة سلب وانتقاص ، أما جزافات ، ومرسلات أحمد منصور التائهة الجاهلة جدا فلا تعنينا من قريب ولا بعيد ، فهي تصوراته العبيطة الساذجة ، وخيالاته الواهية, ] ثم يسترسل صبحي في جهله ويقول :  ولو كان هناك عذاب قبر كما يقول أشياع الثعبان لظل جسد فرعون فى القبر ينهشه الثعبان.. ولكن أمر الله بأن يظل جسد فرعون سليماً ليكون عبرة لمن بعده...[ وأقول البنداري:لقد ذكرنا أن أكثر ما حولنا نعايشه ولا نعاينه ( أي لا نراها بالعين) ، وما لم نعاينه فلا نعرف ما هيته  ، فالملائكة نعايشها ولا يمكن لنا معاينتها ، والجن والشياطين ، نعايشهم ولا نعاينهم ، (يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ ..}الأعراف27 )، وكذلك نعايش البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات ولا نعاينها ( أي لا نراها بالعين ) ولكننا نؤمن بوجود كل هذا إما لنقل يخبر عنه، أو بعلم تجريبي مستيقن علَّمناه رب البرية وكشفه لنا ، ونحن نعايش كل عوالم الدنيا وبلاد المشرق والمغرب والشمال والجنوب ولكننا لا نعاين ذلك كله إلا بما امتن الله علينا منه بسلطان علم( كتلفاز أو ما شابهه) ، أو سطوة نقل خبري مؤكد صحته ، ونحن كذلك نعايش من يُعذب في القبر من الكفار والعُصاة ونتعرف علي ذلك بنقل صحيح من القرآن والسنة ، لكننا لا نستطيع معاينة ذلك ، ولا يمكن لنا رؤية ذلك بالعين المجردة ، وانعدام المقدرة لدينا علي المعاينة لا تعني انعدام وجود الشيء ، فانعدام المقدرة لدينا بمعاينة الفيروسات ، لا تعني انعدام وجودها بل هي موجودة لكننا لا نراها ، وكذلك من يعذبون في القبر ، نعايشهم ولا يمكن لنا أن نعاينهم ، والجاهل أحمد منصور يخلط الأوراق ويستدل بالمستيقن من أدلة علي حدوث عذاب القبر علي أنه حسب زعمه الكاذب ليس بموجودٍ ، ففرعون أنجي الله تعالي جسده ، وقضي عليه وآله بالعذاب في قبورهم غدوا ،وعشيا ، وبيّن أن ذلك يكون في الدنيا وأننا سنري جسده ويكون لمن خلفه آية ، ويكون عبرة وقد رأيناه فعلا مُحنَّطا بالمتحف القومي للآثار المصرية ،فتلك هي معايشتنا لهم ولكننا لا يمكن لنا أن نعاين ذلك لانعدام وجود علم من  نقل أو عقل يمكننا  أن نتصوره من خلاله وقد استأثر الله تعالي بغيب ذلك كله وأخبر نبييه ببعضه ، وأخفي عليه معظمه ، لكن الصعلوك صبحي مصمم علي إقحام نفسه في منطقة الممتنع علي البشر علمه، والمقصورة علمها علي الله جل وعلا، ويزعم سفاهة بأنه يعلمه ، ويستدل بلا أدلة ويرسل أقوالاً من صنع خياله ويرسم صورا هزيلة ويحاكم الناس اليها  فتراه هنا يقول: والخصوصية الأخيرة لفرعون أنه يأتى إماماً لقومه يدخل النار بهم ﴿يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ. وَأُتْبِعُواْ فِي هَـَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرّفْدُ الْمَرْفُودُ﴾ (هود 98،99)[ وأقول البنداري:هذه ليست خصوصية بل هي عموم لكل طاغية وزعيم ضل وأضل قومه يتقدمهم يوم القيامة ليتحاجون أمام ربهم ، (وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ }إبراهيم21 ) وقوله تعالي: (  وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ النَّارِ }غافر47 ) ، فأين هي الخصوصية المزعومة من ابن الصبحي الأفاك الكذاب ؟؟ وستراه فيما يأتي من أسطر وصفحات سيحكي وهمه ويسجل خيالاته في قصة تطول أو عبارة مرسلة من صنعه أو ضلاله بصياغة الأدلة وتلبيثها علي القاريء ، وليس هي بدليل ، وهذا شأنه فيقول المنكر : لقد كان فرعون وقومه أئمة الضلال.. لذلك كانت له خصوصيات فى العذاب ومنها عذاب البرزخ،[ لم يزل مصمما علي التكلم في البرزخ بما لم يعلمه بشر ولم يرد له ذكر في أي كتاب صحيح، ولم يزل متعلقا باسطوانة البرزخ المشروخة وقلنا أن ما جاء في الآية عن البرزخ لم نعلم منه إلا أنه حاجزا بين منطقتين منطقة الدنيا وهي معلومة عندنا ومنطقة استيداع الأرواح ولا نعلم منها أي شيء عما أودع بها من أنفس أو أرواح فلا نعرف كيف ولا كم ولا إلي كم ولا ما هو الحال ولا ماهو الزمان وكل ما يقال في هذا الشأن هويً وبالطل لأن الله تعالي استأثر بغيبه وقد أكثر الكذاب صبحي من الحديث عن هذا البزخ فكل كلامه كذب وافتراء ؟؟؟؟؟؟] فتراه يتمادي في افكه ويقول: يظل يعيش فيه معذباً إلى يوم القيامة، يمثل ما كانت خصوصيات قوم نوح تمنحهم دخول النار..[ وأقول البنداري :كله طبعا كلاما لا دليل عليه ومرسلات من القول لا قيمة لها ] ثم يقول :وفى المقابل فإن الذى يهب حياته الدنيا لرب العزة يهبه الله تعالى نعيماً أبدياً فى البرزخ والآخرة.. وفى النهاية هى استثناء للنعيم والعذاب فى البرزخ حيث لا نشعر وحيث لا نعلم إلا مما ذكره علام الغيوب فى القرآن الكريم،[ قلت البنداري:ما هو؟؟؟]  ولأنها قضية غيب فالمؤمن يقتصر فيها على التسليم والتدبر للآيات [ قلت البنداري:يقصد بفهمه المعوج وخياله الكذاب ] دون أن يدخل فى الأساطير [ وأقول البنداري :التي تصورها هو أنها أساطير وفرق بين تصور البشر خاصة إذا كان كذابا وبين مدلول النص الثابت الصحيح بلسان القران ولغته العربية ؟ ]، وإذا فعل ذلك فقد وفر طاقته للبحث فى الكون المادى مطيعاً قوله تعالى ﴿أَوَلَمْ يَرَوْاْ كَيْفَ يُبْدِيءُ اللّهُ الْخَلْقَ ثُمّ يُعِيدُهُ إِنّ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرٌ. قُلْ سِيرُواْ فِي الأرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمّ اللّهُ يُنشِىءُ النّشْأَةَ الآَخِرَةَ إِنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (العنكبوت 19،20).
فيقول المنكر: ولكن بعضنا يحشو عقله بالخرافات [ وأقول البنداري:هذه وجهة نظره المستوحاة من فرط خياله العلماني الكاره للإسلام ولست الحقيقة الشرعية والتي قال بها الله ومحمد النبي والذي هو خير ملئ الأرض من أمثال الغث أحمد منصور  ] ثم يقول المنكر: وينشرها فى الأرض معرضاً عن النظر العلمى فى الكون الذى خلقه رب العزة ﴿وَكَأَيّن مّن آيَةٍ فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَمُرّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾ (يوسف 105).
ولو اتبع المسلمون المنهج العلمى التجريبى فى القرآن لأصبحت حضارة الغرب من نصيبهم ولكنهم تركوا منهج القرآن العلمى والعقلى واتبعوا منهج الثعبان الأقرع.
وتلك قضية أخرى..[ وأقول البنداري : أي منهج بشري علماني صليبي يهودي، محكوم عليه بالفناء محتماً، ترفضون لأجله منهج الحق المنزل في الكتاب قال تعالي : (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ }الجاثية18) وقوله تعالي :  (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120)  وقوله تعالي (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ }البقرة145) وقوله تعالي (وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ ....}المائدة48) وقوله تعالي (وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ .... }المائدة49) وقوله تعالي (قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ }الأنعام56) وقوله تعالي (وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ }الأنعام150) وقوله تعالي (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ }المؤمنون71) وقوله تعالي ( فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ ... }الشورى15) وقوله تعالي (

 

ثم يبدأ المُنكِرُ آخر فصل في مكتوب ضلالاته فيقول:                                            4- الفصل الثالث

 

يبدأ الإنسان طفولته بطرح أعظم الأسئلة وأهمها عن ماهية وجوده وسبب وجود العالم والحياة والموت وغيرها من الأسئلة التى احتار فى بحثها الفلاسفة ولا يزالون.[ قلت البنداري :إن كلام أحمد صبحي مفعم بالوجدان الكاذب ذلك لأن هذه الأسئلة التي يزعم أن الفلاسفة ولا يزالون حسب زعمه إذا هم قد وقعوا في الحيرة عن هذا السؤال فإن القرآن الكريم قد حسم الإجابة عليه وما من مشكلة مطلقا في القرآن في الرد علي هذا السؤال وغيره مما نصبه أحمد صبحي في أول قصصه المطولة ليتوِّه بها القارئ وليصل إلي مراده من تدعيم إنكاره لعذاب القبر باللف والدوران أم الجواب المباشر علي أطروحته الماكرة هذه  فهو قوله تعالي : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56 ) وقوله تعالي : (قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22) كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23)}سورة عبس ، وقوله تعالي (  إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً }الكهف7 )،  وقوله تعالي (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ }المؤمنون115) ، وقوله تعالي (  يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة21، و(وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً )، و(اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ }المائدة72 )، وقوله تعالي : (مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ .. }المائدة117 ) و (قَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ .. }الأعراف59 ) و ( يا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ }الأعراف65) و(  وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ .. }الأعراف73  )، و(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ .. }النحل36 ) ثم يسترسل المنكر : وبينما يظل الفيلسوف يجرى بعقله محاولاً الإجابة على سؤال "لماذا" فإن باقى البشر سرعان ما ينسون تلك القضايا المعضلة التى كانت تلح على نفوسهم وهى لا تزال على فطرتها ونقائها، والسبب أن الجسد شغل النفس بفتوته وغرائزه وبدلاً من أن تستمر النفس فى التفكير فى الفلسفة العليا يأخذها الجسد شيئاً فشيئاً إلى الانكفاء على العالم المادى بما يعنيه من شهوات وطموحات تهدف كلها إلى تحقيق أكبر قسط من اللذة المادية والمتعة الحسية.. حتى إذا ضعف الجسد ووهن منه العظم واشتعل الرأس شيباً كانت النفس قد تم تسييسها بالطواف حول متع الدنيا، وبدلاً من أن تعود النفس إلى براءتها الأولى وفطرتها السامية فإن ضعف الجسد يدفعها للتباكى على أطلال الماضى والشباب الذى ولى والذى لن يعود والصحة التى ارتحلت إلى غير رجعة.. حتى إذا نام الإنسان على فراش الموت تركزت عليه الأنظار، أقصد تركزت على جسده على أنه هو نفس الشخص، وقلما يتذكر أحدهم أن ذلك الجسد الواهن مجرد ثوب انتهى عمره الافتراضى وقد آن للنفس أن تغادره لتعود من حيث أتت.. قلما يفكر أحدهم فى الشخص المحتضر بمعزل عن الجسد، بل يحسبون الجسد حتى فى وهنه وخفوت بريق الحياة فيه هو نفس الذات.. القرآن يسمى الجثة فى حالة الحياة وحالة الموت "سوأه" ونحن لا نرى فى هذه "السوأه" إلا الإنسان نفسه والكائن العاقل ذاته، ونحن نتخيل الجسد المادى هو ذلك الكائن العاقل الذى مات وانطفأ نور الحياة فيه، ومن طول معاشرتنا له فى الحياة الدنيا وتعاملنا معه على المستوى الجسدى المادى لا نرى له ماهية أخرى غير ذلك الجسد الذى عايشناه ولا نعرف غير ذلك الوجه المادى الذى كنا نفرح بمرآه أو نكره رؤيته.. أى أن كل خبراتنا محصورة فى ذلك الجسد وننسى أننا فى الحقيقة كنا نتعامل مع "نفس" هى التى كانت تسيطر على ذلك الجسد وتقوده، وحين كانت تأخذ منه أجازة فى الليل كان ذلك الجسد ينام ولا يصبح صالحاً للتعامل معه بالتفاهم أو بالنقاش.. ننسى أن النفس التى تنظر إلينا من خلال العينين هى بمثابة قائد السيارة.. والجسد هو السيارة التى تقودها. تظل السيارة واقفة مجرد هيكل مادى ميت لا يحس ولا يتحرك، فإذا دخل فيها السائق دبت فيها الحياة، ولمعت عيناها، أى مصابيحها، علا صوتها، تلاحقت أنفاسها، ثم سارت فى الطريق كأى كائن عاقل يسرع ويبطئ ويعى الإشارات الضوئية والصوتية ويداور ويناور ويتحرك ويتوقف ليحمل محتاجاً، أو يجرى ليصدم إنسان ويقتله.. هل تفعل السيارة كل ذلك بذاتها، أم أن السائق فى داخلها هو الذى يجعلها تعبر عما يريده هو؟..

هذا هو حال النفس بالنسبة للجسد. الجسد هو السيارة والنفس هى السائق والقائد،ولكننا ننسى القائد ونركز اهتمامنا على هيكل السيارة، أقصد ننسى النفس ونهتم بالجسد ونراه عين الذات للإنسان وإنه هو الماهية.. وقد يقول قائل أن الجسد هو الذى يحس وهو الذى يتعذب ويتألم ويتلذذ. وذلك خطأ.. فالجسد هو الوسط الذى تحس به النفس باللذة والألم ، أو هو الوسيط الذى ينقل للنفس الاحساس باللذة والألم. المخ هو المقعد المادى للنفس وبه تسيطر على الجسد.  ففى العملية الجراحية نقوم بالتأثير على المخ. أو حجرة التحكم المركزى التى يتحكم فيها ذلك الكائن المسمى بالنفس ويسيطر بها على الجسد، وحينئذ يفقد الإنسان الإحساس الكلى أو الموضوعى.. ونفس الحالة فى اللذة..  فى اللذة الجنسية لابد من تهيئة النفس ولابد أن يكون الدافع نابعاً منها، وحين ينهمك الجسد فى اللقاء الجنسى فالحقيقة أنه ليس لقاءاً جسدياً، بل هو لقاء نفسين من خلال المجال الجسدى لكليهما، والتركيز على ذلك الجانب النفسى العاطفى هو الذى يجعل اللذة الجنسية تصل إلى قمة الإحساس باللذة.. أما عدم الاهتمام النفسى فيؤدى دائماً إلى البرود والنفور، والكراهية من أحد الطرفين للآخر.. النفس هى العامل الأول والأخير فى اللذة والألم، والجسد هو الوسيط المادى الذى تنفعل به النفس فى اللذة والألم..  ولكننا- كالعادة- ننسى النفس ونركز على الجسد..[ قلت البنداري:كل ما سبق ىكان حديثا مرسلا لابن صبحي وهو من باب الرغي والتطويل المتعمد لتتويه القارئ عن أصل القضية ] يقول ابن صبحي :ولكن ما صلة هذه المقدمة الطويلة بعذاب القبر؟!  إن تركيز الانتباه على الجسد وإهمال النفس يجعلنا نسئ فهم الموت ويجعلنا على استعداد لتصديق الأساطير عن الموت وعذاب ما يعرف بعذاب القبر..[ قلت البنداري: سيخرف أحمد صبحي مرة أخري، فكلامه في انكار عذاب القبر هو كلام من ينظر تحت قدميه فلا يري غير ما تحتهما في أفق مترامي الأبعاد لا نهاية له في المنظور المادي ذلك لأننا سبقناه في بيان أن الإنسان عبارة عن ( نفس، وجسد) وأن النفس هذه هي نفخة من روح الله تعالي أودعها كتلة طين ( بحكمة إلهية ) كانت مصورة وموضوعة حقبا طويلة في طريق الملائكة ومعهم ابليس في الملأ الأعلي وتحرك الطين المخلوق والمصور في هيئة آدم عليه السلام بعدما بث الله تعالي فيه نفخته، وحين تسلب الروح(النفس) من البدن يعود الجسد إلي حالته الأولي من العدم لكن الله تعالي إذا أودع هذه الروح حجرا لصار الحجر بهيئة آدم هو هو وما القبر في شعائر الله تعالي إلا المدخل إلي مراد الله تعالي في المخلوق الجسدي بنفسه المستودعة عند الله وجسده أيا كان من طين أو حجر أو حواصل طير خضر أو أي هيئة طينية يمكن للنفس (الروح) أن تعاين الحياة فيها مرة أخري ولكن في شق آخر غير مرئي لنا ، كشف الله تعالي عن صفحة من صفحاته عندما تكلم عن المقتول في سبيل الله تعالي ، وكشف لنا صفحة أخري من صفحاته عندما تكلم عن آل فرعون وتعذيبهم غدوا وعشيا في الدنيا رغم أن جسده ملقح مرمي علي أعين الخلق جميعا ليس به في منظورنا عذاب ، فالقادر سبحانه يستطيع أن يستبدل هذا الجسد بجسد من عنده بأي شكل يريده ومن مادة طينية وهيئة مختلفة لكن روحه هي هي ، وأما مكان قبره الجديد الذي يعذب فيه فعلم وجوده عند الله تعالي لأننا ممتنعين عن امكانية معاينته وهو موجود ، وقد يكون التعذيب في القبر ذاته، يراه الله والملائكة وكثير من المخلوقات غيرنا لكننا لا نراه، لأنه ممتنع علينا رؤيته،  أليس ممتنعا علينا رؤية الكرام الكاتبين فلا نراهم وهم ملازمين لنا يرون ويسمعون ويكتبون كل ما نفعل ؟؟؟ والحفظة البررة من الملائكة (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ .... }الرعد11 ) وقوله تعالي (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) سورة الإنفطار  ) وبرغم معايشتنا لجسد فرعون في المتحف المصري للآثار بمصر ،لكننا لم نعاين ولا يمكن لنا أن نعاين كيف يُعرض هو وآله علي النار غدوا وعشيا،  كما دل القرآن وأشار (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ }غافر46،) ، إن كلام ابن الصبحي لكي يستقيم زعمه - وهو محال- فإن عليه أن يثبت المستحيل ولن يستطيع ، فأما المستحيل الذي عليه أن يثبته هو أن يكشف لنا عن الوجه الغير مُعَاين في شأن البشر وعليه أن يكشف لنا الملائكة الكاتبين والملائكة المكلفين بحفظ الإنسان من أمر الله( المعقبات ) بل عليه أن يكشف لنا عالم الجن والشياطين لنعاين وجودهم إذ نحن نعايشهم في كل لحظة لكننا لا نراهم ، فإذا عجز عن ذلك فما عليه إلا أن يُصدِّق بالوجه الغيبي من عذاب الله لمن يعصونه من خلقه في قبورهم لأن النقل والقرآن  قد أقرعذابهم في قبورهم ويستحيل علينا معرفة كيف يحدث ذلك ,إن معايشة الشيء لايعني بالضرورة معاينته فالمعايشة أمر في مقدور البشر ويلزم فيه عدم ضرورة العلم بشأن وتفاصيل أحوال وأوضاع من نعايشه أما المعاينة فهي في أكثر شئون الحياة البشرية مستحيلاً علي الإنسان ذلك لأنها تتصل بقدرة الله تعالي القادر علي إنفاذ أمره من ناحية وعجز الكائن البشري علي إدراك معاينة أمر الله تعالي من الناحية الأخري، وما يدور في القبر شأن من شأن الله تعالي تعجز أعيننا وآذاننا وأنفسنا علي معاينته وبرغم ذلك فنحن نصدق به كما نصدق بوجود الكرام الكتبة والمعقبات الحفظة من الملائكة .] ،ثم يستأنف صبحي كلامه قائلا :الذين تتعلق عيونهم بالمحتضر على فراش الموت ولا يرون فيه إلا مجرد جسد يموت يتعاظم لديهم الإحساس بفظاعة الموت ومنها يترجمون حركات الذى يجود بأنفاسه الأخيرة، ويحسبون تقلصات وجهه على أنها ألم شديد ومعاناة هائلة، وكلهم يخشى على نفسه تلك اللحظة..[ وأقول البنداري:يخطأ أحمد صبحي كثيرا في تهوين أمر الاحتضار وإخراج الروح (النفس) خاصة للكافرين والعصاة فالله تعالي يصف لنا هذه اللحظة المرعبة المخيفة بقوله تعالي (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ }الأنعام93) وغمرة الموت هي شدته :جاء في مختار الصحاح : [غمر] غ م ر: الغَمْرُ بوزن الجمر الكثير وقد غَمَرَهُ الماء أي علاه وبابه نصر و الغَمْرةُ بوزن الجمرة الشِدة والجمع غُمَرٌ بفتح الميم، و غَمَرات الموت شدائده ورجل غُمُرٌ بسكون الميم وضمها أي لم يُجرِّب الأمور وبابه ظرُف والأُنثى غُمْرَةٌ بوزن عُمرة و الغُمْرةُ أيضا طلاء يُتخذ من الورس وقد غَمَّرَت المرأة وجهها تَغْمِيرا أي طلت وجهها ليصفو لونها و تَغَمَّرَت مثله و الغَامِرُ من الأرض ضد العامر وقيل هو ما لم يُزرع مما يحتمل الزراعة وإنما قيل له غامر لأن الماء يبلغه فيغمره فهو فاعل بمعنى مفعول كسر كاتم وماء دافق وإنما بُني على فاعل ليُقابل به العامر ومالا يبلغه الماء من موات الأرض لا يقال له غامر و الانْغِمارُ الانغماس في الماء،// والمعني في الآيات : (((ومن) أي لا أحد (أظلم ممن افترى على الله كذبا) بادعاء النبوة ولم ينبأ (أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء) نزلت في مسيلمة (ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله) وهم المستهزئون قالوا لو نشاء لقلنا مثل هذا (ولو ترى) يا محمد (إذ الظالمون) المذكورون (في غمرات) سكرات (الموت والملائكة باسطوا أيديهم) إليهم بالضرب والتعذيب يقولون لهم تعنيفا (أخرجوا أنفسكم) إلينا لنقبضها (اليوم تجزون عذاب الهون) الهوان (بما كنتم تقولون على الله غير الحق) مثلك يا ابن الصبحي إن أنت مت علي كذبك وافترائك ،  (وكنتم عن آياته تستكبرون) تتكبرون عن الإيمان بها وجواب لو رأيت أمرا فظيعا//    )) فالموت له ألم حكم الله علي كل بني آدم أنهم ذائقوه، قال تعالي (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ .... }آل عمران ، 185) ، كما أن للموت حضور لم يعرفه أحد من الأحياء وسوف يعرفه كل حي عندما يحضر قال تعالي (حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ ... }النساء18 ) ،وقوله تعالي (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ .... }المائدة106 ) ، وقوله تعالي (حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ }الأنعام61 )، وقوله تعالي (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ }المؤمنون99)، وللموت ملاحقة يدرك فيها كل حي في حينه قال تعالي( أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ...}النساء78 )، وقوله تعالي (وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء100)]، ويستأنف فيقول: هذا مع أن الموت كما يقرر القرآن هو نوم أو سكرة أو إغماءة، وفى كل الأحوال فلا مجال للشعور بالألم..[ قلت البنداري :نعم هو سكرة لقوله تعالي: وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ }ق19]  ،لكنه ليس نوما ،ولا إغماءةً، إن من أخطاء أحمد صبحي الشائعة أنه يقول علي الموت نوم ، وربما جاء ذلك الخلط عنده من تخيله الضعيف لقوله تعالي (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الزمر42) ومرارا نقول:  أن الموت غير النوم والفارق بينهما أن الموت وفاة بمعني استرجاع النفس إلي بارئها وكذلك النوم يسترجع الله النفس إليه حين يكون الفرد نائما، والموت هو حالة تحطم بيولوجي كيماوي فسيولوجي للخلايا البشرية للأعضاء ، تبدأ عقب رجوع النفس إلي بارئها بدون رجعة ( إمساكها ) بينما في النوم يستوفي الله النفس ويسترجعها إليه ولكن بدون قرار إمساكها ، مع بقاء كافة العمليات البيولوجية والكيميائية والفسيولوجية ،مستقيمة بالجسم البشري أثناء النوم دون تحطم لشيء من خلايا الجسم ،فالقلب ما زال يعمل والمخ والخلايا والأعضاء بشكل طبيعي ، وفي الموت ، لا أحلام ولا منامات ولا إحاطة ، بينما يكون ذلك كله في النوم ، ويسمي الموت والنوم وفاة ليس باعتبار نهايتهما بل بإعتبار بدايتهما فكلاهما يحدث فيه الاستيفاء والإسترجاع للنفس بقدرة الله القوي القاهر ، ففي النوم تعود النفس إلي جسدها استجابة إلهية لمؤثرات الإستيقاظ بينما في الموت لا تعود النفس إلي جسدها حتي ولو إجرينا تدليكا للقلب أو أعطيناه صدمة كهربائية وخلافه ، وفي النوم تظل الأعضاء بحيويتها البيولوجية لا تتغير ، بينما في الموت يحدث تغير متتابع متراكم بيولوجي وكيماوي للخلايا كالآتي : 1- تتحطم الإنزيمات المسؤلة عن تبادل السوائل المكهربة داخل الغشاء الخلوي فتتوقف، ويحدث توقف لميكانيزم ضخ (الصوديوم – بوتاسيوم بامب ) ، فتتوقف عملية تبادل السوائل الكهربية بين الغشاء الخلوي نتيجة لتحطم هذه الإنزيمات المسؤلة عن هذه العملية ، 3- يحدث تغير في الأزمولاريتية ويختل فرق الضغط الأزموزي خارج وداخل الغشاء الخلوي مما ينتج عنه حالة من انعدام ضبط دخول أو خروج البوتاسيوم أو الصوديوم بالتوازن البيولوجي الذي كان قبل الموت ،4-  فتنكمش الخلية البشرية في جزءٍ من أحوالها وتنفجر في الجزء الآخر من الجسم 5- وفي كل الأحوال يحدث تشقق وتفتح وقشط للجدار الخلوي وتتبعثر محتويات الخلية وأهمها الشريط الوراثي الذي يمر بنفس الخطوات من التحطيم وتنهار الخلية 6- تبدأ عوامل التحلل الإنزيمي الكيميائي للمحتويات وتهضم الخلية نفسها مما يسمح لنمو بكتيري فطري حشري عظيم علي الأنسجة المتحللة ويعقب ذلك انبعاث عظيم للغازات الخارجة من عمليات التحلل الكيميائي ، فكيف يكون الموت هو النوم أو يكون النوم موت مؤقت ؟؟ إن هذا من وهم أحمد صبحي وخيالاته الفارغة ، وأما عن أحوال النفس في البرزخ فمن قال أن النفس تبقي في البرزخ ؟؟ إن البرزخ هو القناة التي تنزلق منها النفس( الروح) لتبقي في مكان بعد البرزخ، لا يعلم ماهيته إلا الله الواحد ، وهو الحجز الذي يمنع رجوع النفس إلي دنياها الأولي بشكل مطلق لا استثناء فيه إلا بإذن الله، فمن يطلق علي هذا المكان برزخا فقد وهم وأخطأ وهذا الحاجز والقناة ،لم نعلم من شأنهما غير مسماهما فقط أما ماهيتهما فإنما هو غيب يستحيل التصور فيه إلا بنقل صحيح ثابت من كتاب الله وسنة نبييه (ص) ولا يوجد نقل صحيح في ذلك،  وكل من أفتي فيه بغير نقل فقد تقول علي الله تعالي ما لم يقله ، وقد أكثر أحمد صبحي من التقول علي الله تعالي ما لم يتكلم به الله ولا رسوله خاصة في شأن البرزخ، وإذا كان محمد النبي (ص) لا يعلم من أمر الغيب إلا ما يخبره جبريل الملك به فأنَّي لابن ألصبحي وهو ضال جهول لا يفقه قليلا ولا كثيرا أن يعلم شيئا من غيب البرزخ وما وراءه من مستودع الأنفس؟؟ ] ثم يقول ابن الصبحي: مع ذلك فالذى ترسب فى مشاعر الناس عبر تراثهم وتاريخهم أن الموت كريه وقاس بشع مؤلم خصوصاً وهو تجربة جديدة لكل إنسان، أن تخرج نفسه نهائياً من جسده، ولم يحدث أن عاد إنسان بعد تجربة الموت الحقيقى ليحكى للأحياء مشاعره بالضبط . إن الذى يحدث أن الذى يموت لا يعود ليخبرنا بمشاعره، لذلك يظل كل منا ينتظر دوره بفزع ويتعامل مع الموت الذى ينتظره من خلال الأساطير التى تحكى عن الموت، وليس من خلال حقائق القرآن الكريم عن الموت، وحتى حقائق الطب عن الموت لا تختلف عما أشار إليه القرآن من قبل..[ قلت البنداري :يخطأ أحمد صبحي كثيرا في تهوين أمر الاحتضار وإخراج الروح (النفس) خاصة للكافرين والعصاة فالله تعالي يصف لنا هذه اللحظة المرعبة المخيفة بقوله تعالي (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ }الأنعام93) وغمرة الموت هي شدته :جاء في مختار الصحاح : [غمر] غ م ر: الغَمْرُ بوزن الجمر الكثير وقد غَمَرَهُ الماء أي علاه وبابه نصر و الغَمْرةُ بوزن الجمرة الشِدة والجمع غُمَرٌ بفتح الميم، و غَمَرات الموت شدائده) ]، ويستأنف صبحي قوله: ولكن يظل الوهم أوقع فى التأثير لأنه أكثر التصاقاً بالمشاعر.. لو أنهم عرفوا أن النفس تفارق جسدها وتتحرر منه بنفس ما تعودت فى النوم، ولكن الفراق هنا أبدى- لو عرفوا ذلك لاستراحوا ولتخففوا من كثير من الكوابيس.[   قلت البنداري: سبق أن تكلمنا علي الفارق بين النوم والموت]، ويستأنف صبحي كلامه قائلا:وينطبق نفس الوضع على أساطير وكوابيس عذاب القبر..[ قلت البنداري:بل الأساطير هي ما تقول أنت يا ابن الصبحي، ذلك لأننا قد أثبتنا بما لا مجال فيه للشك بأن عذاب القبر من المقررات الإسلامية التي يكفر منكرها بعد عرض الأدلة عليه فيها وقلنا أن ما نشاهده خلاف ما نعاينه : وكشف لنا صفحة أخري من صفحاته عندما تكلم عن آل فرعون وتعذيبهم غدوا وعشيا في الدنيا رغم أن جسده ملقح مرمي علي أعين الخلق جميعا ليس به في منظورنا عذاب ، فالقادر سبحانه يستطيع أن يستبدل هذا الجسد بجسد من عنده بأي شكل يريده ومن مادة طينية وهيئة مختلفة لكن روحه هي هي ، وأما مكان قبره الجديد الذي يعذب فيه فعلم وجوده عند الله تعالي لأننا ممتنعين عن امكانية معاينته وهو موجود ، وقد يكون التعذيب في القبر ذاته، يراه الله والملائكة وكثير من المخلوقات غيرنا لكننا لا نراه، لأنه ممتنع علينا رؤيته،  أليس ممتنعا علينا رؤية الكرام الكاتبين فلا نراهم وهم ملازمين لنا يرون ويسمعون ويكتبون كل ما نفعل ؟؟؟ والحفظة البررة من الملائكة (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ .... }الرعد11 ) وقوله تعالي (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) سورة الإنفطار  ) وبرغم معايشتنا لجسد فرعون في المتحف المصري للآثار بمصر ،لكننا لم نعاين ولا يمكن لنا أن نعاين كيف يُعرض هو وآله علي النار غدوا وعشيا،  كما دل القرآن وأشار (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ }غافر46،) ، إن كلام ابن الصبحي لكي يستقيم زعمه - وهو محال- فإن عليه أن يثبت المستحيل ولن يستطيع ، فأما المستحيل الذي عليه أن يثبته هو أن يكشف لنا عن الوجه الغير مُعَاين في شأن البشر وعليه أن يكشف لنا الملائكة الكاتبين والملائكة المكلفين بحفظ الإنسان من أمر الله( المعقبات ) بل عليه أن يكشف لنا عالم الجن والشياطين لنعاين وجودهم إذ نحن نعايشهم في كل لحظة لكننا لا نراهم ، فإذا عجز عن ذلك فما عليه إلا أن يُصدِّق بالوجه الغيبي من عذاب الله لمن يعصونه من خلقه في قبورهم لأن النقل والقرآن  قد أقرعذابهم في قبورهم ويستحيل علينا معرفة كيف يحدث ذلك ,إن معايشة الشيء لايعني بالضرورة معاينته فالمعايشة أمر في مقدور البشر ويلزم فيه عدم ضرورة العلم بشأن وتفاصيل أحوال وأوضاع من نعايشه أما المعاينة فهي في أكثر شئون الحياة البشرية مستحيلاً علي الإنسان ذلك لأنها تتصل بقدرة الله تعالي القادر علي إنفاذ أمره من ناحية وعجز الكائن البشري علي إدراك معاينة أمر الله تعالي من الناحية الأخري، وما يدور في القبر شأن من شأن الله تعالي تعجز أعيننا وآذاننا وأنفسنا علي معاينته وبرغم ذلك فنحن نصدق به كما نصدق بوجود الكرام الكتبة والمعقبات الحفظة من الملائكة ،     ] ثم يقول المنكر: فبسبب التركيز على الجسد واعتباره هو ذات الشخص تتقافز أمام عقولهم عفاريت الليل، فذلك الشخص- أى ذلك الجسد- دخل القبر وهو حفرة فى باطن الأرض مظلمة كئيبة، وينام فيها وحده محشوراً محاطاً بعظام وأموات، حيث لا رفيق ولا صديق ولا حبيب..!! وحين يضعون ذلك الجسد فى تلك الحفرة لا يعلمون أنهم يضعون ثوباً بالياً كانت فيه النفس وتركته، ولا يعلمون أن الشخص الحقيقى أو الذات الحقيقية للإنسان قد غادرت ذلك الجسد أو تلك السوأة، وأن مصير ذلك الجسد هو العودة للتراب، والصورة المثلى لعودته للتراب أن يكون جزءاً من التراب، أي دفنه في التراب.. لا يعلمون ذلك، ويغيب عنهم ذلك.. ويرون الجثة الميتة هى نفس الشخص بأحاسيسه ومشاعره وذاتيته ويتصورون الشخص العزيز لديهم وقد أصبح أسير حفرة فى باطن الأرض ويتخيلون ما يحدث له فى هذا السجن الضيق الانفرادي الذي يخنق الأنفاس..[] ومن هذا التخيل تولدت حكايات وأساطير وخرافات.. ولذلك تحفل أدبيات التراث بصور أسطورية كثيرة لعذاب القبر فالكافر فى قبره يتعرض لتسعة وتسعين تنيناً ولكل تنين سبعة رؤوس وتلدغه حتى تقوم الساعة، والكافر يضرب بمطارق من حديد وبمرزبة تكفى الضربة منها لإحالة الجبل إلى تراب،[قلت البنداري: كل ما ذكره أحمد صبحي من عبارات مقززة لا علاقة لها بحديث النبي (ص) الثابت الصحيح ، وما سيذكره أيضا هو من مناكير الأحاديث التي أدخلت باطلا علي السنة الصحيحة وأحمد صبحي يعلم ذلك لكنه الحنق والحقد الدفين علي سنة نبي الله محمد (ص) يتعمد بذلك تشويه صورة السنة ورسم الأمر علي خياله ] والنساء تعلقن من أثدائهن.. والشفاه تقرض بمقارض من حديد.. إلخ هذه الصورة البشعة لعذاب القبر، ولأنها حكايات عن المجهول فقد تلقفها الناس بالشغف والقبول، لأنها تشبع رغبتهم الفضولية فى معرفة ذلك المجهول الذى ينتظرهم.. ولأنه أمر غيبى ومنسوب لله تعالى ورسوله – بزعمهم – فلا بد أن يتلقاه الناس بالقبول والتسليم ولابد أن يصبح ديناً.. ،[ كل ما يروي في هذا الباب من أحاديث يستطيل بها أحمد صبحي علي أهل السنة، والمسلمين ، هي باتفاق أحاديث موضوعة (أحاديث الثعبان الأقرع والتنين الذي يزعمه صبحي والنساء اللاتي تعلقن من أثدائهن.. والشفاه التي تقرض بمقارض من حديد الي آخر ما ذكره صبحي ، ولكن صبحي مصمم أن يُحمِّل دين الإسلام الحق سفاهات البشر ، ولا يصح ذلك لأنه لو صح لتحمل الدين الحق  أيضا سفاهاته ، ونحن نقبل من النقل ما صح سنده، ونسبته إلي الله ورسوله وما لا .. فلا  ، وهناك أحاديث صحيحة ثابتة السند والنسبة إلي الله ورسوله جاءت في عذاب القبر سنذكرها في آخر هذا الموضوع إن شاء الله تعالي ، هي حق وواجب العمل بها لأنها شرع. ] ثم يستأنف ابن الصبحي قوله : وطالما أصبح ديناً فقد صار له أولياؤه وأصحابه الذين يأخذون من هذه الأساطير مادة خصبة للترغيب والترهيب، فالقبر يتحول إلى روضة من رياض الجنة، أو يتحول إلى حفرة من حفر النار،[////////////] ثم لا يلبث أن يتحول ذلك الدين الأرضي إلى مجالات التجارة والارتزاق والاستخدام السياسى.
فإذا كنت تريد أن يتحول قبرك إلى فندق خمس نجوم فتبرع يا أخى بكذا.. وإلا فإن الثعبان الأقرع فى انتظارك!![ العجب في ابن صبحي أنه يستهزئ ممن يقولون من المسلمين بعذاب القبر وهو مهزأة ويضحك عليهم وهو أضحوكة ويزعم أنه صاحب فكر وكلامه كله متهرئ بالي ، كثوب فيه شقوق وأبوابا أو قل شق عظيم فيه رقع من بقايا ثوب ، وشر البلية ما يضحك ، وستراه في الأسطر القادمة سيحمل حملته علي العصرين الأموي والعباسي عقدتا عمره النفسية ، وسيصب جام غضبه عليهما وعلي ما سيزعمه من تأليف الأحاديث المزعومة واسطوانته المشروخة ... وسيسرد القصص والتآليف وكله من صنع دماغه الذي أتعبنا غباؤها وأجهدنا بتصوراتها وكنا في غناء عن تناولها والتعامل معها.]، فيقول ابن الصبحي:ومنذ العصر الأموي استحدث بنو أمية وظيفة الراوي في المسجد أو من كان يسمى بالقصاص ـ بتشديد الصاد ـ ، وكان يجلس فى المسجد بعد الصلاة للدفاع عن السلطة الأموية وتبرير فظائعها ولكن بصورة غير مباشرة وتحت ستار الوعظ . لذا كان منهج صاحب القصص أن يجذب إليه عقول السامعين بالأساطير والحكايات , وكلما توغل في الكذب ازدادت جماهيريته وازداد تأثيره.[ قلت البنداري:القصاص عند المسلمين وأهل الحديث هو رجل مطعون في عدالته لأنه كذاب، يرفض روايته كل الحفاظ والنقاد وكل ما سيقوله أحمد صبحي هو رط × رط ،زهقنا منه ،].فيقول صبحي: ولقد كان العصر الأموى عصر الروايات الشفهية التى تم تدوينها فيما بعد فى العصر العباسى منسوبة للنبى بعد ان دخل فيها الكثير من التحريف والتخريف . دونها كثيرون أبرزهم "ابن برزويه " صاحب الانتماء المزدكى والأصل المجوسى، وهو المشهور بيننا بلقب البخارى المتوفى سنة 256.  ، ثم يضيف :كانت خرافات الترهيب وعذاب القبر المادة المفضلة للقصاص فى العصر الأموى، ثم جاء الفقيه " الأوزاعى " الذي عاصر الخلافتين الأموية والعباسبة وخدمهما معاً ، وكان من أشهر القصاص في الدولتين ، وهو الذي اخترع حد الردة وهو أيضاً المصدر الأساسي لخرافات عذاب القبر ، وتحولت معظم أقاصيصه إلى مروايات وأحاديث يعززها بأن لها جذوراً فرعونية في عقول الناس من آلاف السنين.[  قلت البنداري : وعن الأوزاعي  تلاحظ أن كل ما يزعمه أحمد منصور هذا كلام مرسل من حكاياته وهذا دائما دأبه فقد تميز بخصلتين هما من خصال المراوغين:  الأولي منهما هي اللف والدوران ويلجأ إليه أحمد منصور حين تكون المسألة ضالعة وضاربة في عمق الواقع الإسلامي علي وجه مخالف لمراده مثل استقرار توجه الحفاظ كلهم قديما والمسلمين السائرين علي دربهم حديثا فهو يلجأ حينئذ لتتويه القارئين في دوامة تاريخية طويلة تأخذ في كثير من الأحيان صفحات كافية لتضليل القارئ ودخوله في الرغبة في التعرف علي القضايا الفرعية التي أوجدها صبحي في طيات حديثه متخليا ولو مبدئيا عن موضوعه الأصلي ، كالذي يدور في متاهة كبيرة لينتهي به الأمر وقد بانت خارجة المتاهة عند رأي صبحي  المتكون ومراده الأخير من نصب هذه القصة وخلق هذه المتاهة فيكون إقناعه سهلٌ  بما يريد وطبعا كلها كذب بهدف خلخلة معتقد القارئ أولا من خلال معلومات تاريخية مرسلة أكثرها خاطئة وما فعله هنا بشأن الأوزاعي هو عين ما أشرنا إليه في هذه المقدمة ، فقط عليك أن تتابع سرده ليفتضح أمره ولتعلم أيه القارئ كم هو مُتقِنٌ لهذا الأسلوب ، والأمر ببساطة هو أن الأوزاعي راوي حديث حد الردة وهو عليه مدار الرواية قد وقف في حلق أحمد صبحي منصور وهو من العدول الذين لا مطعن فيهم وممن تقدم رواياتهم علي غيرهم ، فكان علي المراوغ صبحي منصور أن ينسج قصته التالية للطعن في عدالة الأوزاعي ليسقط الاستدلال بحديثه ولكن إليك ما قيل في عدالة وضبط الأوزاعي : أولا قال الأوزاعي عن ىنفسه فيما نقله عنه ابنه محمد ما يبطل كلام ابن منصور واتهاماته الباطله للأوزاعي في قبوله التنازل عن دينه في سبيل أن يمالق الدولة الأموية أو العباسية فيقول أبو مسهر :   عنه :حدثني محمد بن الأوزاعي قال : قال لي أبي( يعني الأوزاعي) : يا بني ، لو كنا نقبل من الناس كل ما يعرضون علينا ، لأوشك أن نهون عليهم  ثم ما رواه الذهبي عن سيرته في كتابه :سير اعلام النبلاء وهو مؤرخ كبير  ما نصه:

 

الأوزاعي : هو عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد ، شيخ الإسلام ، وعالم أهل الشام ، أبو عمرو الأوزاعي . كان يسكن بمحلة الأوزاع ، وهي العقيبة الصغيرة ظاهر باب الفراديس بدمشق ، ثم تحول إلى بيروت مرابطا بها إلى أن مات . وقيل : كان مولده ببعلبك . حدث عن : عطاء بن أبي رباح ، وأبي جعفر الباقر ، وعمرو بن شعيب ، ومكحول ، وقتادة ، والقاسم بن مخيمرة ، وربيعة بن يزيد القصير ، وبلال بن سعد ، والزهري ، وعبدة بن أبي لبابة ، ويحيى بن أبي كثير ، وأبي كثير السحيمي اليمامي ، وحسان بن عطية ، إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، ومطعم بن المقدام ، وعمير بن هانئ العنسي ، ويونس بن ميسرة ومحمد بن إبراهيم التيمي ، وعبد الله بن عامر اليحصبي ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، والحارث بن يزيد الحضرمي .

 

وحفص بن عنان ، وسالم بن عبد الله المحاربي ، وسليمان بن حبيب المحاربي ، وشداد أبي عمار ، وعبد الله بن عبيد بن عمير ، وعبد الرحمن بن القاسم ، وعبد الواحد بن قيس ، وأبي النجاشي عطاء بن صهيب ، وعطاء الخراساني ، وعكرمة بن خالد ، وعلقمة بن مرثد ، ومحمد بن سيرين ، وابن المنكدر ، وميمون بن مهران ، ونافع مولى ابن عمر ، والوليد بن هشام ، وخلق كثير من التابعين ، وغيرهم .

 

وكان مولده في حياة الصحابة .

 

روى عنه : ابن شهاب الزهري ، ويحيى بن أبي كثير - وهما من شيوخه - وشعبة ، والثوري ، ويونس بن يزيد ، وعبد الله بن العلاء بن زبر ، ومالك ، وسعيد بن عبد العزيز ، وابن المبارك ، وأبو إسحاق الفزاري ، وإسماعيل بن عياش ، ويحيى بن حمزة القاضي ، وبقية بن الوليد ، والوليد بن مسلم ، والمعافى بن عمران ، ومحمد بن شعيب ، وشعيب بن إسحاق ، ويحيى القطان ، وعيسى بن يونس ، والهقل بن زياد ، ومحمد بن يوسف الفريابي ، وأبو المغيرة الحمصي ، وأبو عاصم النبيل ، ومحمد بن كثير المصيصي ، وعمرو بن عبد الواحد ، ويحيى البابلتي ، والوليد بن مزيد العذري ، وخلق كثير .

 

قال محمد بن سعد : الأوزاع بطن من همدان ، وهو من أنفسهم ، وكان ثقة . قال : وولد سنة ثمان وثمانين ، وكان خيرا ، فاضلا ، مأمونا كثير العلم والحديث والفقه ، حجة

 

. توفي سنة سبع وخمسين ومائة (157) . وأما البخاري فقال : لم يكن من الأوزاع بل نزل فيهم .

 

- قال الهيثم بن خارجة : سمعت أصحابنا يقولون : ليس هو من الأوزاع ، هو ابن عم يحيى بن أبي عمرو السيباني لحا ، إنما كان ينزل قرية الأوزاع ، إذا خرجت من باب الفراديس .

 

قال ضمرة بن ربيعة : الأوزاع : اسم وقع على موضع مشهور بربض دمشق ، سمي بذلك ; لأنه سكنه بقايا من قبائل شتى ، والأوزاع : الفرق ، تقول : وزعته ، أي : فرقته .

 

@  قال أبو زرعة الدمشقي : اسم الأوزاعي : عبد العزيز بن عمرو بن أبي عمرو ، فسمى نفسه عبد الرحمن ، وكان أصله من سبي السند ، نزل في الأوزاع ، فغلب عليه ذلك ، وكان فقيه أهل الشام ، وكانت صنعته الكتابة والترسل ، ورسائله تؤثر .

 

قال أبو مسهر وطائفة : ولد سنة ثمان وثمانين ضمرة : سمعت الأوزاعي يقول : كنت محتلما ، أو شبيها بالمحتلم في خلافة عمر بن عبد العزيز .

 

قال الوليد بن مزيد : مولده ببعلبك ، ومنشؤه بالكرك - قرية بالبقاع - ثم نقلته أمه إلى بيروت .

 

قال العباس بن الوليد : فما رأيت أبي يتعجب من شيء في الدنيا ، تعجبه من الأوزاعي . فكان يقول : سبحانك تفعل ما تشاء ! كان الأوزاعي يتيما فقيرا في حجر أمه ، تنقله من بلد إلى بلد ، وقد جرى حكمك فيه أن بلغته حيث رأيته ، يا بني ، عجزت الملوك أن تؤدب أنفسها وأولادها أدب الأوزاعي في نفسه ، ما سمعت منه كلمة قط فاضلة إلا احتاج مستمعها إلى إثباتها عنه ، ولا رأيته ضاحكا قط حتى يقهقه ، ولقد كان إذا أخذ في ذكر المعاد ، أقول في نفسي : أترى في المجلس قلب لم يبك ؟ ! .

 

قال الفسوي : سمعت العباس بن الوليد بن مزيد ، عن شيوخهم ، قالوا : قال الأوزاعي : مات أبي وأنا صغير ، فذهبت ألعب مع الغلمان ، فمر بنا فلان - وذكر شيخا جليلا من العرب - ففر الصبيان حين رأوه ، وثبت أنا ، فقال : ابن من أنت ؟ فأخبرته . فقال : يا ابن أخي ، يرحم الله أباك . فذهب بي إلى بيته ، فكنت معه حتى بلغت ، فألحقني في الديوان ، وضرب علينا بعثا إلى اليمامة ، فلما قدمناها ، ودخلنا مسجد الجامع ، وخرجنا ، قال لي رجل من أصحابنا : رأيت يحيى بن أبي كثير معجبا بك ، يقول : ما رأيت في هذا البعث أهدى من هذا الشاب ! قال : فجالسته فكتبت عنه أربعة عشر كتابا ، أو ثلاثة عشر ، فاحترق كله .

 

ابن زبر : حدثنا الحسن بن جرير ، حدثنا محمد بن أيوب بن سويد ، عن أبيه : أن الأوزاعي خرج في بعث اليمامة ، فأتى مسجدها ، فصلى ، وكان يحيى بن أبي كثير قريبا منه ، فجعل ينظر إلى صلاته ، فأعجبته ، ثم إنه جلس إليه ، وسأله عن بلده ، وغير ذلك ، فترك الأوزاعي الديوان ، وأقام عنده مدة يكتب عنه ، فقال له : ينبغي لك أن تبادر البصرة لعلك تدرك الحسن وابن سيرين ، فتأخذ عنهما . فانطلق إليهما ، فوجد الحسن قد مات ، وابن سيرين حيا ، فأخبرنا الأوزاعي : أنه دخل عليه فعاده ، ومكث أياما ومات ، ولم يسمع منه ، قال : كان به البطن .

 

قال محمد بن عبد الرحمن السلمي : رأيت الأوزاعي فوق الربعة ، خفيف اللحم ، به سمرة ، يخضب بالحناء .

 

وقال محمد بن كثير : عن الأوزاعي ، قال : خرجت أريد الحسن ومحمدا ، فوجدت الحسن قد مات ، ووجدت ابن سيرين مريضا .

 

قال عبد الرزاق : أول من صنف ابن جريج ، وصنف الأوزاعي . أبو مسهر : حدثني الهقل ، قال : أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مسألة ، أو نحوها .

 

قال إسماعيل بن عياش : سمعت الناس في سنة أربعين ومائة يقولون : الأوزاعي اليوم عالم الأمة . أخبرنا أبو مسهر ، حدثنا سعيد ، قال : الأوزاعي هو عالم أهل الشام . وسمعت محمد بن شعيب يقول : قلت لأمية بن يزيد : أين الأوزاعي من مكحول ؟ قال : هو عندنا أرفع من مكحول

 

[ قلت البنداري لقد أوردت سيرة الأوزاعي كاملة من أشهر كتب التاريخ توثيقا وأكبرها انتشارا ليتبين القاريء عظم حجم تجني ابن صبحي علي الأوزاعي واتهامه زورا وبهتانا بما ليس فيه لمجرد أنه يروي حديث الردة ، وليدرك القارئ منهج أحمد صبحي منصور في التجني الكاذب علي من يريد ليبطل ماهيته ويخسف بكيانه الأرض زعما مرسلا من لدن نفسه وبغير دليل تقوم به حجة،وأردت أن يقرأ أصحاب العقول الذكية منكم  ليدرك من أين تأتي عقدة ابن صبحي التاريخية الواهمة عن الأوزاعي وزعمه أنه كاتب سلطة ومؤلف أحاديث بالباطل، ]

 

قلت( أي الذهبي ) : بلا ريب هو أوسع دائرة في العلم من مكحول . محمد بن شعيب ، قال : ثم قال أمية : كان قد جمع العبادة والعلم والقول بالحق . قال العباس بن الوليد البيروتي : حدثني رجل من ولد الأحنف بن قيس ، قال : بلغ الثوري ، وهو بمكة ، مقدم الأوزاعي ، فخرج حتى لقيه بذي طوى فلما لقيه ، حل رسن البعير من القطار ، فوضعه على رقبته ، فجعل يتخلل به ، فإذا مر بجماعة قال : الطريق للشيخ . روى نحوها المحدث سليمان بن أحمد الواسطي ، حدثنا عثمان بن عاصم . وروى شبيها بها إسحاق بن عباد الختلي عن أبيه : أن الثوري . . . بنحوها .

 

قال أحمد بن حنبل : دخل سفيان الثوري والأوزاعي على مالك ، فلما خرجا قال : أحدهما أكثر علما من صاحبه ، ولا يصلح للإمامة ، والآخر يصلح للإمامة - يعني الأوزاعي للإمامة . مسلمة بن ثابت : عن مالك ، قال : الأوزاعي إمام يقتدى به . الشاذكوني : سمعت ابن عيينة يقول : كان الأوزاعي والثوري بمنى ، فقال الأوزاعي للثوري : لم لا ترفع يديك في خفض الركوع ورفعه ؟ . فقال : حدثنا يزيد بن أبي زياد . . . فقال الأوزاعي : أروى لك الزهري ، عن سالم ، عن أبيه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وتعارضني بيزيد رجل ضعيف الحديث ، وحديثه مخالف للسنة ، فاحمر وجه سفيان . فقال الأوزاعي : كأنك كرهت ما قلت ؟ قال : نعم . فقال : قم بنا إلى المقام نلتعن أينا على الحق . قال : فتبسم سفيان لما رآه قد احتد .

 

علي بن بكار : سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول : ما رأيت مثل الأوزاعي والثوري ! . فأما الأوزاعي ، فكان رجل عامة ، وأما الثوري ، فكان رجل خاصة نفسه ، ولو خيرت لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي - يريد الخلافة .

 

قال علي بن بكار : لو خيرت لهذه الأمة ، لاخترت لها أبا إسحاق الفزاري .

 

قال الخريبي : كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه .

 

وعن نعيم بن حماد ، عن ابن المبارك ، قال : لو قيل لي : اختر لهذه الأمة ، لاخترت سفيان الثوري والأوزاعي ، ولو قيل لي : اختر أحدهما ، لاخترت الأوزاعي ; لأنه أرفق الرجلين . وكذا قال في هذا المعنى أبو أسامة .

 

قال عبد الرحمن بن مهدي : إنما الناس في زمانهم أربعة : حماد بن زيد بالبصرة ، والثوري بالكوفة ، ومالك بالحجاز ، والأوزاعي بالشام .

 

قال أحمد بن حنبل : حديث الأوزاعي عن يحيى مضطرب . الربيع المرادي : سمعت الشافعي يقول : ما رأيت رجلا أشبه فقهه بحديثه من الأوزاعي .

 

قال إبراهيم الحربي : سألت أحمد بن حنبل : ما تقول في مالك ؟ قال : حديث صحيح ، ورأي ضعيف . قلت : فالأوزاعي ؟ قال : حديث ضعيف ، ورأي ضعيف . قلت : فالشافعي ؟ قال : حديث صحيح ، ورأي صحيح . قلت : ففلان ؟ قال : لا رأي ولا حديث . قلت : يريد أن الأوزاعي حديثه ضعيف من كونه يحتج بالمقاطيع ، وبمراسيل أهل الشام ، وفي ذلك ضعف ، لا أن الإمام في نفسه ضعيف .

 

قال الوليد بن مسلم : رأيت الأوزاعي يثبت في مصلاه ، يذكر الله حتى تطلع الشمس ، ويخبرنا عن السلف : أن ذلك كان هديهم ، فإذا طلعت الشمس ، قام بعضهم إلى بعض ، فأفاضوا في ذكر الله ، والتفقه في دينه . عمر بن عبد الواحد : عن الأوزاعي ، قال : دفع إلي الزهري صحيفة ، فقال : اروها عني . ودفع إلي يحيى بن أبي كثير صحيفة ، فقال : اروها عني . فقال ابن ذكوان : حدثنا الوليد قال : قال الأوزاعي : نعمل بها ، ولا نحدث بها - يعني الصحيفة .

 

قال الوليد : كان الأوزاعي يقول : كان هذا العلم كريما ، يتلاقاه الرجال بينهم ، فلما دخل في الكتب ، دخل فيه غير أهله . وروى مثلها ابن المبارك ، عن الأوزاعي .

 

ولا ريب أن الأخذ من الصحف وبالإجازة يقع فيه خلل ، ولا سيما في ذلك العصر ، حيث لم يكن بعد نقط ولا شكل ، فتتصحف الكلمة بما يحيل المعنى ، ولا يقع مثل ذلك في الأخذ من أفواه الرجال ، وكذلك التحديث من الحفظ يقع فيه الوهم ، بخلاف الرواية من كتاب محرر .

 

@ وقال بشر بن بكر التنيسي : قيل للأوزاعي : يا أبا عمرو ، الرجل يسمع الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه لحن ، أيقيمه على عربيته ؟ قال : نعم ،  (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يتكلم إلا بعربي )

 

@ وقال منصور بن أبي مزاحم ، عن أبي عبيد الله كاتب المنصور ، قال : كانت ترد على المنصور كتب من الأوزاعي نتعجب منها ، ويعجز كتابه عنها ، فكانت تنسخ في دفاتر ، وتوضع بين يدي المنصور ، فيكثر النظر فيها استحسانا لألفاظها ، فقال لسليمان بن مجالد - وكان من أحظى كتابه عنده - : ينبغي أن تجيب الأوزاعي عن كتبه جوابا تاما . قال : والله يا أمير المؤمنين ، ما أحسن ذلك ، وإنما أرد عليه ما أحسن ، وإن له نظما في الكتب لا أظن أحدا من جميع الناس يقدر على إجابته عنه ، وأنا أستعين بألفاظه على من لا يعرفها ممن نكاتبه في الآفاق .

 

قلت : كان الأوزاعي مع براعته في العلم ، وتقدمه في العمل كما ترى رأسا في الترسل - رحمه الله .

 

@ الوليد بن مزيد : سئل الأوزاعي عن الخشوع في الصلاة ، قال : غض البصر ، وخفض الجناح ، ولين القلب ، وهو الحزن ، الخوف .

 

@ سليمان بن عبد الرحمن ، حدثنا الوليد ، سمعت الأوزاعي يقول : ما أخطأت يد الحاصد ، أو جنت يد القاطف ، فليس لصاحب الزرع عليه سبيل ، إنما هو للمارة وابن السبيل .

 

@ روى أبو مسهر ، عن سعيد بن عبد العزيز ، قال : ولي الأوزاعي القضاء ليزيد بن الوليد ، فجلس مجلسا ، ثم استعفى ، فأعفي ، وولى يزيد ابن أبي ليلى الغساني ، فلم يزل حتى قتل بالغوطة .

 

قال إسحاق بن راهويه : إذا اجتمع الثوري والأوزاعي ومالك على أمر فهو سنة ،قلت أي الذهبي : وإنما مراد إسحاق : أنهم إذا اجتمعوا على مسألة فهو حق غالبا ،

 

@ وله مسائل كثيرة حسنة ينفرد بها ، وهي موجودة في الكتب الكبار ، وكان له مذهب مستقل مشهور ، عمل به فقهاء الشام مدة ، وفقهاء الأندلس ، ثم فني .

 

@ سليمان بن عبد الرحمن ، قال : قال عقبة بن علقمة البيروتي : أرادوا الأوزاعي على القضاء ، فامتنع وأبى ، فتركوه .

 

@ وقال الأوزاعي : من أكثر ذكر الموت ، كفاه اليسير ، ومن عرف أن منطقه من عمله ، قل كلامه .

 

@ أبو صالح كاتب الليث : عن الهقل بن زياد ، عن الأوزاعي : أنه وعظ ، فقال في موعظته : أيها الناس ، تقووا بهذه النعم التي أصبحتم فيها على الهرب من نار الله الموقدة ، التي تطلع على الأفئدة ، فإنكم في دار الثواء فيها قليل ، وأنتم مرتحلون وخلائف بعد القرون ، الذين استقالوا من الدنيا زهرتها كانوا أطول منكم أعمارا ، وأجد أجساما ، وأعظم آثارا ، فجددوا الجبال ، وجابوا الصخور ونقبوا في البلاد ، مؤيدين ببطش شديد ، وأجسام كالعماد ، فما لبثت الأيام والليالي أن طوت مدتهم ، وعفت آثارهم ، وأخوت منازلهم ، وأنست ذكرهم ، فما تحس منهم من أحد ، ولا تسمع لهم ركزا . كانوا بلهو الأمل آمنين ، ولميقات يوم غافلين ، ولصباح قوم نادمين ، ثم إنكم قد علمتم ما نزل بساحتهم بياتا من عقوبة الله ، فأصبح كثير منهم في ديارهم جاثمين ، وأصبح الباقون ينظرون في آثار نقمه وزوال نعمه ، ومساكن خاوية ، فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم ، وعبرة لمن يخشى ، وأصبحتم في أجل منقوص ، ودنيا مقبوضة ، في زمان قد ولى عفوه ، وذهب رخاؤه ، فلم يبق منه إلا حمة شر ، وصبابة كدر ، وأهاويل غير ، وأرسال فتن ، ورذالة خلف .

 

@ الحكم بن موسى : حدثنا الوليد بن مسلم قال : ما كنت أحرص على السماع من الأوزاعي حتى رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام ، والأوزاعي إلى جنبه ، فقلت : يا رسول الله ، عمن أحمل العلم ؟ قال : عن هذا . وأشار إلى الأوزاعي .

 

قلت : كان الأوزاعي كبير الشأن .

 

@ العباس بن الوليد البيروتي : حدثنا عبد الحميد بن بكار ، عن محمد بن شعيب ، قال : جلست إلى شيخ في الجامع ، فقال : أنا ميت يوم كذا وكذا . فلما كان ذلك اليوم ، أتيته ، فإذا به يتفلى في الصحن ، فقال : ما أخذتم السرير ؟ - يعني النعش - خذوه قبل أن تسبقوا إليه . قلت : ما تقول - رحمك الله ؟ قال : هو الذي أقول لك ، رأيت في المنام كأن طائرا وقع على ركن من أركان هذه القبة ، فسمعته يقول : فلان قدري ، وفلان كذا ، وعثمان بن أبي العاتكة : نعم الرجل ، وعبد الرحمن الأوزاعي خير من يمشي على الأرض ، وأنت ميت يوم كذا وكذا ، قال : فما جاءت الظهر حتى مات ، وأخرج بجنازته .

 

@ قال الوليد بن مزيد : كان الأوزاعي من العبادة على شيء ما سمعنا بأحد قوي عليه ، ما أتى عليه زوال قط إلا وهو قائم يصلي .

 

@ قال مروان الطاطري : قال الأوزاعي : من أطال قيام الليل ، هون الله عليه وقوف يوم القيامة .

 

@ صفوان بن صالح ، قال : كان الوليد بن مسلم يقول : ما رأيت أكثر اجتهادا في العبادة من الأوزاعي .

 

@ محمد بن سماعة الرملي : سمعت ضمرة بن ربيعة يقول : حججنا مع الأوزاعي سنة خمسين ومائة ، فما رأيته مضطجعا في المحمل في ليل ولا نهار قط ، كان يصلي ، فإذا غلبه النوم ، استند إلى القتب

 

[ وأقول البنداري : فإذا كان هذا دأبه فمن أين يصح زعم ابن صبحي فيه بأنه يؤلف الأحاديث ويمالق السلطان وسائر مزاعم صبحي الباطلة المجحفة في شأن الأوزاعي ، اللهم بزعم أحمد صبحي ابن منصور إن كنت تعلم أنه كاذب وكلامه في الأوزاعي إفكٌ وبعلمك في الأوزاعي إن كان من الصالحين فأرنا في ابن صبحي آية من آياتك واجعله عبرة ومثلاً لكل معتبر آمين.  ] ثم يقول الذهبي : وعن سلمة بن سلام قال : نزل الأوزاعي على أبي ، ففرشنا له فراشا ، فأصبح على حاله ، ونزعت خفيه ، فإذا هو مبطن بثعلب .

 

@ قال إبراهيم بن سعيد الجوهري : حدثنا بشر بن المنذر ، قال : رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع .

 

وقال ابن زبر : حدثنا إسحاق بن خالد ، سمعت أبا مسهر يقول : ما رئي الأوزاعي باكيا قط ، ولا ضاحكا حتى تبدو نواجذه ، وإنما كان يتبسم أحيانا ، كما روي في الحديث . وكان يحيي الليل صلاة وقرآنا وبكاء . وأخبرني بعض إخواني من أهل بيروت ، أن أمه كانت تدخل منزل الأوزاعي،وتتفقد موضع مصلاه ، فتجده رطبا من دموعه في الليل .

 

قال أبو مسهر : حدثني محمد بن الأوزاعي قال : قال لي أبي : يا بني ، لو كنا نقبل من الناس كل ما يعرضون علينا ، لأوشك أن نهون عليهم .

 

@ قلت البنداري :ونحن نعرف أن الذهبي في سير أعلام النبلاء مؤرخ لا يضاهي فمن يكون أحمد صبحي لكي يرد علي الذهبي في السير قوله وما قاله في الأوزاعي ؟ هذا آخر ما جاء في سيرة الأوزاعي منقولاً من كتاب تاريخ الرجال للذهبي : سير أعلام النبلاء ] ، ثم يسترسل احمد صبحي فيقول : ان بعض أنواع الماعز [قلت البنداري:هو أنت يا ابن صبحي ومن تبعك راضين في قطيعك ] يسترسل فيقول:تعتقد أن الشيطان قد قدم استقالته بعد ظهور الاسلام وبعد موت خاتم الأنبياء وأن اهل البلاد المفتوحة قد دخلوا فى الاسلام أفواجا دفعة واحدة وبايمان عميق لا مجال للشك فيه ، وأنه حتى الآن فايمان أحفادهم المسلمين اليوم هو التطبيق الحرفى المخلص للاسلام الذى كان عليه خاتم النبيين عليهم جميعا السلام. ولذلك تستهجن تلك الماعز أى دعوة لاصلاح المسلمين وتهاجم كل من حاول الاصلاح لأن الذى يجب اصلاحهم ودعوتهم للهداية هم الذين لم تبلغهم الدعوة فى مجاهل أفريقيا وأحراش الغابات الاستوائية والصحارى القطبية . وأنواع أخرى من الذئاب ترى أن الهدف الأسمى هو أن يخضع المسلمون لحكمهم طوعا او كرها لأقامة دولة الخلافة التى تعيد مجد السلف وتواصل الجهاد ضد دار الحرب الصليبية الى قيام الساعة. هذه الماعز وتلك الذئاب تحتاج الى تغييب عقول الناس كى تسرق منهم الوعى والعقل ، وبعدها يصبح سهلا امتطاء الضحايا ـ أو المطايا لا فارق هنالك ـ . ولكى تسرق منهم الوعى والعقل ترهبهم باحاديث عذاب القبر وينسبون كل خرافاته للنبى حتى يقطعوا الطريق مقدما على كل من يفكر فى النقاش ، اذ يكون التحذير جاهزا أنه" لا اجتهاد مع وجود النص" فاذا أصر جاء الارهاب الفكرى يتهم المسكين بأنه ينكر السنة . بذلك الارهاب المسبق تخضع الجباه لشيوخ الثعبان الأقرع وهم يروعون الناس ويرهبونهم بتلك الخرافات المفزعة. والمحصلة النهائية لتلك الحملات الارهابية الفكرية أن السامعين الذين استمعوا اليها وآمنوا بها يشعرون شعورا خاصا نحو ذلك الذى أدخل تلك المعتقدات فى قلوبهم، يشعرون نحوه بالرهبة والاحترام الزائد فاذا خاض بهم فى موضوع دينى آخر ـ مثل تغيير المنكر بالقوة ـ أطاعوه، ثم اذا انتقل بهم بعدها الى أن الدولة القائمة هى منكر يجب ازالته كان حتما طاعته و الا فالثعبان الأقرع ينتظر فى القبر فاغرا فاه. [  وأقول البنداري: هذه تصورات أحمد صبحي وهي كما تستشعر آتية من عقدة نفسية طاحنة مر بها في حياته لم تنفك عنه أدت به إلي عداء مستحكم للإسلام والمسلمين لدرجة أنه يقول عليهم غنم ، وماعز ، وذئاب وقطيع ، ألفاظ سوقية تنم عن حقد دفين للإسلام والمسلمين ، ومثل هذا الجدي لا ينبغي تدنيس يدي الفرد منا بمجرد الرد عليه وتتبع كلامه لإسقاطه ، لأنه ساقط أصلا بذيء اللسان يحمل في جوفه خرارة من الأخلاق النابية وبئرا من الكلمات النابية الساقطة فبئس الرجل هو ، مع العلم بأن كل كلامه مرسلات زعمية صبحية لا تقدم في مسار الحق شيئا ولا تؤخر ]، ثم يقول المنكر :من هنا نفهم لماذا التركيز فى كتابات السلفيين على عذاب القبر دون التركيز على النصف الآخر من الأكذوبة وهو " نعيم القبر" لأن الهدف هو الأرهاب الفكرى المعنوى والذى يتفوق فى خطورته على الأرهاب المادى الدموى. فالمعنوي يقتل العقل والكرامة الانسانية واحترام الانسان لذاته وهو الذى جعله الله تعالى خليفة فى الأرض وسخر له ما فى الكون. وبهذا الارهاب الفكرى اغتالوا جيلا من المساكين اضاعوا عليهم الدنيا والاخرة معا. وسعد بهم الشيطان الذى أوهمهم انه استقال وترك لهم البلاد والعباد باحثا عن عقد عمل مع ثعبان أقرع آخر فى المريخ..[  هذه وجة نظر ابن الصبحي ودائما نراه في وجهات نظره مخالفا لأبسط قواعد المنطق والعقل والشرع وهكذا دأبه وطبيعته ، ولن أعلق علي ما بقي من هزل كلامه مكتفيا بما أوردته في متن كتاب الرد عليه في هذه القضية .]

 

ثم يقول ابن الصبحي: 5-  الفصل الرابع : الحضارة المصرية أقدم الحضارات وتأثيراتها على الشعوب المجاورة من الحقائق التاريخية المعروفة. وحساب القبر ونعيمه وعذابه من أهم مقررات العقائد الدينية الفرعونية، ويؤكد الأستاذ سليم حسن فى بحثه عن الحياة الدينية المصرية القديمة أن كل شىء فى الشعائر الدينية كان يشير إلى الاهتمام بمصير جسد الإنسان عند الموت أكثر من نفسه أو روحه، وإن ذلك الاهتمام بمصير جسد الميت ازداد بعد طغيان عقيدة إيزيس وأوزوريس حيث كان أمل الميت أن يعود جسده للحياة السوية كما حدث فى أسطورة أوزوريس الذى عاد للحياة بعد الموت. وفى العقائد الجنائزية لما بعد الموت هناك ثلاث روايات مختلفة عن مصير الميت بعد دفنه وحسابه أمام أوزوريس الذى كان إله الموت والموتى وكان الإله العظيم لعالم الموتى وسيد القضاء للموتى فى قبورهم. ويقرر (إرمان) فى كتابه ديانة مصر القديمة أن الميت يصحو فى القبر ليس على شبح خيالى وإنما فى بعث متجسد، أى يصحو بجسده وهى نفس الفكرة التى لا يزال يكررها فقهاء الأرياف عند إلقاء الخطبة التقليدية عند الدفن.. ولا يزال المصريون يعتقدونها.. ونقرأ فى الفصل الخامس والعشرين بعد المائة من كتاب الموتى مشهداً لمحاكمة الميت فى قبره حيث يجلس أوزوريس على عرشه وأمامه رمز أنوبيس وأبناء حورس وآكل الموتى وهو حيوان مرعب يتشكل من تمساح وأسد وفرس النهر، ويجلس قضاء أوزوريس، قضاة المحكمة وهم على أشكال مخيفة ولهم ألقاب مفزعة وعددهم اثنان وأربعون قاضياً بعدد مقاطعات مصر القديمة، ويتم حساب الميت بوزن قلبه فى الميزان ويسجل (تحوت) كاتب الآلهة النتيجة على لوحة ثم يخبر بها أوزوريس.  ويتقدم الميت مخاطباً أوزوريس بالتمجيد ثم يبدأ بالدفاع عن نفسه وينفى وقوعه فى شىء من المعاصى..  والناجحون فى الامتحان يدخلون مملكة أوزوريس وجنته أما الراسبون العصاة فيظلون فى مقابرهم جوعى وعطشى بل أن القضاة يحملون معهم أدوات لتعذيب الموتى العصاة، والحيوان المخيف الواقف أمام أوزوريس يلتهم الميت ويمزق أعضاءه، واسم ذلك الحيوان آكل الموتى "باباى".  وفى رواية أخرى يكون الميت فى قبره بين ثلاث فئات.. فئة تفوق سيئاتهم حسناتهم، ومصيره إلى الحيوان الوحشى الذى يأكله، وهنا يحدث تحوير صورة ذلك الحيوان، إذ يكون فى تلك الرواية كلبة متوحشة وليس الحيوان الخرافى باباى.. وقد يكون الميت من فئة تفوق فضائله رزائله، وحينئذ ينضم إلى جنة الآلهة، وقد تتعادل حسناته وسيئاته وحينئذ توكل إليه مهمة خدمة الآلهة.. فى رواية ثالثة يتحول الحيوان الخرافى الذى يعاقب الميت العاصى إلى ثعبان أفعى ضخم رهيب المنظر، وإذا أفلح الميت فى حسابه أمام أوزوريس يقال لذلك الثعبان الهائل يا أفعون لا تأكله..  وانتقلت تلك الأسطورة الأخيرة إلينا فى شكل جديد بعد عدة تحويرات.. أصبح أوزوريس فيها يتسمى باسم عزرائيل.. وأصبح أفعون الضخم ثعباناً أقرع، وأصبح القائمون على محاسبة الميت فى قبره اثنين فقط من الملائكة أطلق عليهما لقب منكر ونكير.. ندخل بذلك إلى التفصيلات.. وجذورها التاريخية..
[ قلت البنداري: كل كلام صبحي الفارغ فيما عرضه من عقيدة فرعونية وخلافة لا يخص الإسلام ولا المسلمين في شيء ذلك لأنه يريد أن يزعم بكذبة واسعة جدا أن النبي (صلي الله عليه وسلم) قد أخذ عقيدة عذاب القبر عن الفراعنة ، وأنا أقول له أنت مش مكسوف من نفسك يا دجال ، يا أفاك يا زاعم البهتان ، كل الناس بتضحك عليك لما تسمع هذا الوهم والهذيان واللغط والتخريف ، إن محمداً الذي سيُميتك مغصوصا محسورا مغموما هو نبي وليس بشرأ عادياً ، ينزل عليه الوحي وليس هو مسيلمة ولا مُنتزِع نبوة أحد حتي تسوغ لك نفسك اتهامه بالأخذ عن الفراعنة يا كذاب  ، لقد جعله الله بأعينه، فمن أين تتخلله عقائد البشر أيها الأفاك ، قال تعالي (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ }الطور48 ) فمن كان بأعين الله فلا يتطرق إليه الشيطان أو عقائد الفراعنة ، وقال تعالي (  وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آَخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا (4) وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (6) }الفرقان5   ، ثم يقول له سبحانه (انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9) تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10) الفرقان/ 9و10 ،[ قلت البنداري:  إن دخول أحمد صبحي في هذا الدهليز القذر يؤكد لنا أنه سفيه فعلا، ويذكرني بطفل غبي أراه آتياً في ممشاه بلا عقل يلهث خطاه علي سطح عمارة مجتهدا في مشيه غافلا عن الخطر المحدق به تسبقه خطاه ليقع في الشارع من أعلاها وهو راضيا مختارا فكذلك فعل أحمد صبحي ، إن منطقة استيراد شرائع الآخرين مغلقة تماماً في حق نبي الله محمد (صلي الله عليه وسلم) كما تري حرص القرآن الكريم علي تنقية مسار النبوة المحمدية من أي زعم يمكن أن يتأتي من هذا الجانب ، قال تعالي : ( وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ }العنكبوت48 ) ، وقال أيضا(  ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }البقرة2 ) وقال أيضاً: (  فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }البقرة79 ) وقال أيضا (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ }البقرة129 ) ولم يقل يستعير عقائد الفراعنة ويتكلم بها أيها الكذاب صبحي، ويقول تعالي (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ }البقرة159 ) ، انظر أيها الكذاب إلي قوله تعالي (مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ) وليس من عقيدة الفراعنة كما تزعم مما اختبل به هواك  ،وقال تعالي (  َقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ }آل عمران164 ) ولم يقل يتلو عليهم من عقيدة الفراعنة ، وقال تعالي (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ }المائدة15 ) ولم يقل يبين لكم من عقائد الفراعنة ، بالله يا أحمد منصور إنت مش مكسوف من نفسك ؟؟؟ يا راجل حُط في عينك حصوة مهببة علي دماغك واتكسف علي دمك وكف عن أوهامك وخرافاتك بقه؟؟ وانظر إلي قوله تعالي ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ....}المائدة48 ) فقوله ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ) وليس عقيدة الفراعنة  ، وقوله تعالي (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }الجمعة2 ) فقوله تعالي (  يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) وليس عقيدة الفراعنة ،إن هذا الدهليز قد أفصح عن أنك مخبول فعلا ومستحل للكذب والبهتان يا ابن الصبحي                                        ] ، ثم يقول صبحي: المؤثرات الفرعونية فى الشام فى عذاب القبر ونعيمه: أشار أدولف إرمان فى كتابه "ديانة مصر القديمة" إلى انتقال عقيدة إيزيس وأوزوريس إلى أوروبا واستمرارها إلى العصور الوسطى، وكان تأثيرها شديداً فى الشام خصوصاً فى اليهودية والنصرانية.. وأكد هذه المقولة باحثون أمثال "ويلز" فى كتابه "موجز تاريخ العالم" و"شارل جينيير" فى كتابه عن تاريخ المسيحية.. وقبلهم جميعاً أشار القرآن إلى تأثر بنى إسرائيل بالعبادة الفرعونية برغم ما أنعم الله عليهم من آيات، حتى أنهم عندما عبروا البحر ورأوا معبداً فرعونياً فى سيناء أرادوا من موسى أن يجعل لهم إلهاً ﴿وَجَاوَزْنَا بِبَنِيَ إِسْرَآئِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَىَ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَىَ أَصْنَامٍ لّهُمْ قَالُواْ يَمُوسَىَ اجْعَلْ لّنَآ إِلَـَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾ (الأعراف 138). وحين تركهم موسى عبدوا العجل الذهبى يضاهون به عبادة عجل أبيس الفرعونى ﴿وَاتّخَذَ قَوْمُ مُوسَىَ مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنّهُ لاَ يُكَلّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ﴾ (الأعراف 148)، ﴿فَرَجَعَ مُوسَىَ إِلَىَ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ يَقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدتّمْ أَن يَحِلّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مّن رّبّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مّوْعِدِي. قَالُواْ مَآ أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَـَكِنّا حُمّلْنَآ أَوْزَاراً مّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السّامِرِيّ. فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لّهُ خُوَارٌ فَقَالُواْ هَـَذَآ إِلَـَهُكُمْ وَإِلَـَهُ مُوسَىَ فَنَسِيَ. أَفَلاَ يَرَوْنَ أَلاّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلاَ يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً. وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَقَوْمِ إِنّمَا فُتِنتُمْ بِهِ وَإِنّ رَبّكُمُ الرّحْمَـَنُ فَاتّبِعُونِي وَأَطِيعُوَاْ أَمْرِي. قَالُواْ لَن نّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتّىَ يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَىَ. قَالَ يَهَرُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلّوَاْ. أَلاّ تَتّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي. قَالَ يَابْنَأُمّ لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلاَ بِرَأْسِي إِنّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرّقْتَ بَيْنَ بَنِيَ إِسْرَآئِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي. قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَسَامِرِيّ. قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مّنْ أَثَرِ الرّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوّلَتْ لِي نَفْسِي﴾ (طه 86: 96).[ قلت البنداري:كل الأسطر السابقة أقاصيص لا علاقة لها بعذاب القبر في ملة الإسلام إنما هو رغيٌ صبحيٌ لا قيمة له ] ثم يقول ابن الصبحي :وفيما يخص موضوعنا عن القبر حسابه وعذابه فإن القرآن يشير إلى أن اليهود عبدوا (عزير) زاعمين أنه ابن الله وأنهم بذلك يسيرون على نهج الكافرين السابقين ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ﴾ (التوبة 30). واليهود فى مصطلح القرآن الكريم ليسوا كل الذين هادوا وليسوا كل من يتمسك بالتوراة بل فقط الطائفة المتطرفة من قوم موسى ومن سار على نهجهم ، [ قلت البنداري : ثم ماذا بعد هذا الرغي الصبحي ليس هناك كلام مفيد نخرج به ، إنجز وهات المفيد يا ابن الصبحي فهؤلاء اليهود لا علاقة لنا بهم ودائما انت تحب ترغي رغيا صبحيا لتتوه القارئ وتصرفه عن بؤرة القصد ] ويقول مستأنفاً :أوزوريس اسمه المصرى وباللغة المصرية القديمة عزير.. حرف العين يوجد فى اللغة المصرية القديمة ولا يوجد فى اللغة اليونانية ولذلك فإن الأوروبيين حين نطقوا (عزير) باللغة اليونانية القديمة قالوا (أوزوريس) أى (أوزير) وتضاف إليه (
S)..، وأضافت اليهود إلى (عزير) تحريفاً آخر تحول به من إله الموتى عند قدماء المصريين إلى ملك الموت، وأصبح اسمه (عزرائيل).. وتوارثنا منهم الاعتقاد بأن "عزرائيل" هو ملك الموت ولقد ذكر القرآن أسماء بعض الملائكة مثل جبريل وميكال، ومالك وتحدث عن الروح وملك الموت ولكن لم يذكر إسماً لملك الموت.. ولأن القرآن هو وحده المصدر الذى نستقى منه الغيبيات فإن "عزرائيل" المشار إليه على أنه ملك الموت لا أصل له فى الإسلام.. وقد عرفنا أصله الإسرائيلى المأخوذ من أوزير أو عزير أو أوزوريس.[ قلت البنداري:كل هذا معروف وما من أحد في شريعة الإسلام يسمي ملك الموت عزرائيل وليس للمؤمنين عباد الله بالتحريفات الشعبية دخل ولا نحن نستقي ديننا إلا من كتاب الله وما ثبت صحيح النسبة من سنة نبيه إليه (صلي الله عليه وسلم)] ، ثم يقول صبحي : وهذا يدلنا على أن المؤثرات الفرعونية ظلت حية فى مصر والشام والعراق بعد ظهور الأنبياء من بنى إسرائيل وإلى ما بعد ظهور خاتم النبيين عليهم الصلاة والسلام..[ قلت البنداري : لو كنت تقصد بأن المؤثرات الفرعونية والتي تزعم أنها كانت من قبل النبوة وشملت فترة النبوة وما بعدها قد تأثر بها النبي صلي الله عليه وسلم فهذا قمة الكفر البواح والذي يوجب خروجك من الإسلام ، لأن محمد النبي والذي هو عدوك لم يأخذ شريعته إلا من ربه وسقنا لك عشرات الأدلة قبل صفحات واكتفي منها الآن بقوله تعالي (   وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ }العنكبوت48 ) ، وقال أيضا(  ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }البقرة2 ) وقال أيضاً: (  فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }البقرة79 )  ]، ثم يقول الصبحي: والعقائد المرتبطة بالموت وعذاب القبر وحسابه مأخوذة من أصول فرعونية ولكن تحولت لبعض التحوير الذى أشرنا إليه.. وقد أحيا القصاص تلك العقائد الدينية القديمة فى العصر الأموى وما تلاه..[ وأقول البنداري :إن ما نستدل لك ولغيرك به من شريعة الإسلام في عذاب القبر لا دخل له بالقصَّاص بل نقول لك ولأمثالك أنها ثابتة في كتاب الله تعالي في كفر فرعون وآله وقوم نوح ومن مات كافراً ، وثابتة في أصح الكتب التي حملت سنة خير العباد وحفظتها ممن قام أصحابها الأبرار كالبخاري الذي سيسبب لك جلطة في قلبك من كظم الحقد عليه، وشدة كراهيتك له ونده مسلم ابن الحجاج ، والنسائي وأبي داود والترمذي وابن ماجة أؤلئك الأخيار من أمة الإسلام حيث هم يبنون وتهدم أنت ، ويحفظون تراث المسلمين ونبيهم الكريم وتبعثر أنت ، ويقرون بما جاء عن ربهم في الكتاب وسنة نبيهم وتنكر أنت ، أنت والمزعوم عثمان محمد علي تلميذك في الضلال الساذج الجهول المغرور ،قال تعالي : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ }الأنعام93 ، [وأقول البنداري : كل كلامك يا ابن الصبحي لا علاقة له بشريعة عذاب القبر ونعيمه التي نزل بها القرآن علي قلب محمد صلي الله عليه وسلم وأمره الله أن يبلغها عنه سبحانه . ]ثم يقول : القصاص والترغيب والترهيب:[ قلت البنداري:سيقوم أحمد صبحي كعادته بقص مجموعة قصص يطول بها المقام ليتوه القارئ عن قصده ويكسر في عزيمة الحجاج لديه حتي يقع القارئ فريسة سهلة لأفكاره ، وسأوفر عليه تعبه وإتعاب قارئه بأن أقول نعم إن القصاص رزيلة من رزائل الرواية ويصنفه النقاد ومنهم البخاري علي أنهم وضاع الحديث يرون المناكير ويرفضون رواياتهم مطلقا ، وليذكر الصبحي منصور لنا أي سند جاء لحديث في عذاب القبر في صحيح البخاري مثلا جاء فيه قصاص وسيعجز ابن الصبحي ، إن  كل أخبار عذاب القبر جاءت من غير القصاصين ورواها العدول الضابطين عن العدول الضابطين عن مثلهم إلي منتهي السند ولم تذكر في مدونات الأقاصيص بل ذكرت في خير المصنفات تدوينا لسنة رسول الله (صلي الله عليه وسلم) ، وما سيكتبه ابن صبحي ليس له علاقة بشريعة عذاب القبر ونعيمه التي أقرها الله في كتابه وأمر نبيه بتبليغها للمؤمنين والناس أجمعين ]   
يبدأ أحمد منصور حديثه بالطريقة الصبحية في الرغي والتطويل فيقول :  القُصًّاص هم مجموعة من الناس احترفوا الوعظ فى المساجد وغيرها بعد أوقات الصلاة. وكان عمل القُصًّاص تطوعياً فى بدايته يقوم به رؤوس الصحابة للوعظ والدعوة إلى الحق ، وأول من تطوع لهذه المهمة الأسود بن سريع وكان صحابياً غزا مع النبى أربع غزوات.. ثم تحول القصص إلى وظيفة سياسية دينية رسمية فى العصر الأموى فقد احتاج معاوية إلى جهاز دعائى يقنع أهل الشام بأحقيته فى القيام ضد (على بن أبى طالب) لذا أصبح منصب القصًّاص يكافئ منصب القاضى، وقد يجمع الرجل بين الوظيفتين معاً، لذلك يقال أول من قص بمصر سليمان بن عتر التجيبى وكان يجمع بين القضاء والقصص وكان يمارس عمله فى المسجد العتيق بالفسطاط.. وكان القصاص يجلس بالمسجد وحوله الناس فيستحوذ على ألبابهم بالحكايات والأقاصيص والأساطير ثم يخلط كلامه بالدعوة السياسية لأولى الأمر والهجوم على (أبى تراب) وهو كنية (على بن أبى طالب).. وهناك ناحية سيكولوجية تنبه لها أولئك القصاص وهى التركيز على التخويف والإنذار والترهيب من عذاب القبر والآخرة وبعد إخضاع المستمعين بالأساطير المرعبة عن عذاب القبر يسهل التأثير فيهم وبث الدعاية السياسية فى عقولهم بعد أن تتم السيطرة عليها..
وحتى الآن فإن المتطرفين يركزون فى الخطب والكتابات على عذاب القبر والثعبان الأقرع وعذاب الآخرى ليشيعوا الإرهاب الدينى فى النفوس ومن ثم يسهل لهم السيطرة على الناس، فطالما أخضعوا لهم الناس بالدين كان سهلاً أن يخضع لهم الناس فى أمور الدنيا..
ونعود إلى العصر الأموى الذى أعاد الأفكار الفرعونية القديمة فى عذاب القبر والذى اتخذ أسلوب القصص والقصاص وسيلة للدعاية السياسية..
نقول إن المصدر الذى يستقى منه القصًّاص مادتهم الخرافية عن عذاب القبر وخلافه تتمثل فى اثنين من اليهود، ومنهم جاءت "الإسرائيليات" فى فكر المسلمين وعقائدهم، وهما وهب بن منبه وكعب الأحبار بالإضافة إلى عبد الله بن سلام..[ وأقول البنداري :  إن القصاص آفة من آفات الرواية ،ويصنفه النقاد ومنهم البخاري علي أنهم وضاع الحديث يروون المناكير، ويرفضون رواياتهم مطلقا ، وقد تحري من دونوا  سنة رسول الله (صلي الله عليه وسلم) أن لا تحتوي مصنفاتهم علي أحد من هؤلاء الوضاعين ، وليذكر لنا الصبحي منصور  أي سند جاء لحديث في عذاب القبر في صحيح البخاري مثلاً، أو مصنف من المصنفات التي حفظت سنة نبي الله بأمانة وتحري جاء فيه ذكرٌ لقصاص وسيعجز ابن الصبحي عن اثبات ذلك، إنما هو يلقي ببعض معلومات عنده مبعثرة جمعها من هنا وهناك ليثير كعادته الشبهات التي تشكك في سنة رسول الله (صلي الله عليه وسلم) حقدا من عند نفسه  ولزيغ في قلبه، إن  كل أخبار عذاب القبر جاءت في المصنفات الصحيحة من غير روايات القصاصين وقد رواها العدول الضابطين عن العدول الضابطين عن مثلهم إلي منتهي السند ولم ترد في مدونات الأقاصيص بألفاظها الثابتة في الصحاح والتي ذكرت في خير المصنفات تدوينا لسنة رسول الله (صلي الله عليه وسلم) ، وما سيحكيه ابن صبحي ليس له علاقة بشريعة عذاب القبر ونعيمه التي أقرها الله في كتابه وأمر نبيه بتبليغها للمؤمنين والناس أجمعين ]، ويتسلسل أحمد صبحي في لكِّه ورغيه وتطويله الفارغ  فيقول:  ومعروف أن أبا هريرة كان صديقاً لكعب الأحبار وأنه أخذ عنه، كما أخذ أيضاً عبد الله بن عباس، وبذلك دخلت مرويات كعب الأحبار إلى الأحاديث.. ومن يريد الاستفاضة فى هذا الموضوع يمكنه أن يرجع إلى مؤلفات الشيخ محمود أبو ريه فى كتابيه "أضواء على السنة"، "شيخ المضيرة" وكتاب الأستاذ أحمد أمين "فجر الإسلام ".[ قلت البنداري:إن أبا هريرة صحابي من صحابة رسول الله (صلي الله عليه وسلم) وهو عدل من عدول الصحابة وكل ما قيل فيه من طعن هو زيغ وانحراف  عن جادة الطريق ، وتجرؤ علي لبنة من لبنات الإسلام ، والذي كان له السبق  في حفظ سنة نبي الله (صلي الله عليه وسلم) وللحديث عن ذلك مكان آخر سوف نورده بعدالته والطعون المذكورة فيه ونبين خطورة التجرؤ علي مؤسسي دولة الإسلام ، وأن هذا التجرؤ هو أول حجر صهيوني علماني أُلقي علي بناء الإسلام الشامخ في عصر العلمانية القذرة ، في محاولة لتدميره، وهو أول نفخة فاشلة يهودية علمانية نفخت في محاولة لإطفاء نور الشمس الساطعة وهيهات، هيهات. ]،قال احمد صبحي: وقد أشار الأستاذ أحمد أمين إلى أن أولئك القصاص أدخلوا الكثير من الإسرائيليات والخرافات فى الحديث والتفسير والتاريخ، وقبله انتقد ابن تيميه خرافات القصاص فى كتابه "أحاديث القصاص" إلا أن المؤسف أن بعض الأقاصيص الخرافية ارتدت ثوب الأحاديث النبوية وهى تؤسس العقائد المصرية القديمة فى حقيقة الأمر، والمؤسف أكثر أن محققى الجرح والتعديل فى الحديث تساهلوا مع تلك الأحاديث لأنه لا يترتب عليها تحريم أو تحليل، إذ أن عصور الفقهاء كانت تجعل التركيز قائماً على تحرى الأحاديث الخاصة بالحلال والحرام تبعاً للصراع المذهبى بين أهل الفقه، أما أحاديث الترغيب والترهيب ومنها أحاديث القبر فقد كانوا يتسامحون فى روايتها، ولم يفطنوا إلى خطورتها على تكوين العقل والمعتقد، وهكذا راجت أحاديث الأوزاعى وغيره.. وانتشرت هذه الأحاديث وانسجمت الأغلبية المتدينة معها لأنها فى الحقيقة بضاعتنا المصرية القديمة وقد ردت إلينا. ولأنها تتحدث عن الموت والقبر وتضخم خوفنا الغريزى من ظلمة القبر وأساطيره.. ولأن التيار الدينى المتحكم الذى يريد أن يركب ظهورنا باسم الإسلام لابد له أن يضع حجاباً على عقولنا وإرهاباً فى قلوبنا حتى نركع له ونخضع. وتناسينا فى خضم هذا الموضوع أن نرجع إلى القرآن الكريم وأن نحتكم إليه[وأقول البنداري: للأسف وضع أحمد صبحي كل معلوماته في هذا الأمر، محرفة مضللة بعيدة عن الحق ، ذلك لأن القارئ لمنهج نقاد الحديث والمدقق فيه سيعلم أنهم لم يتساهلوا في حرف واحد من الأحاديث وتناولوها بكل حيدة ودقة وبينوا فيها الصواب من الخطأ بشكل لم يرد في أمة من الأمم السابقة أو اللاحقة بينوا في علم صنفوه من علوم النقد تناول بالتتبع والتدقيق النقطة ومكانها علي الحرف ( التحريفات اللفظية) لأن موضع النقطة علي الحرف يغير في مفهوم ومدلول الكلمة إذا تغير ، فكلمة : (رابح) إذا تبدات نقطة الباء المفردة التحتانية إلي نقطتين أي ( رايح) فإن المعني سيتغير أحياناً الي الضد كما هو الحال هنا ، ولهذا العلم علماؤه في مجال النقد الحديثي وليس الأمر بالسهولة العلمانية الصبحية التي يعرضها صبحي ولنا مع هذا الأمر وقفة أخري ستأتي بمشيئته تعالي في حينها عندما نتناول الرد علي ابن الصبحي في انكاره لسنة رسول الله (صلي الله عليه وسلم) ككل.]، ثم يقول المنكر: 6- خاتمة : الإمام أبو الحسن الأشعرى المتوفى سنة 330 هـ وضع كتابه المشهور "مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين" عرض فيه لكل الفرق الإسلامية فى عهده واختلافاتهم الفكرية والعقيدية والفلسفية. وعن عذاب القبر قال: "واختلفوا فى عذاب القبر، فمنهم من نفاه وهم المعتزلة والخوارج ومنهم من أثبته وهم أكثر أهل الإسلام، ومنهم من زعم أن الله ينعم الأرواح ويؤلمها فأما الأجساد التى فى قبورها فلا يصل ذلك إليها وهى فى القبور ،أى أن عذاب القبر قضية خلافية اختلف فيها الأوائل، وكان الأشعرى نفسه طرفاً فى هذا الخلاف، فقد كان أولاً من المعتزلة ثم انشق عليهم وانضم إلى أهل السنة. ولذلك فإنه بعد أن يشير إلى مذهب المعتزلة والخوارج فى نفى عذاب القبر يقول عن رأى أهل السنة "ومنهم من أثبته وهم أكثر أهل الإسلام..".[ وأقول البنداري :ليس كل اختلاف في الإسلام مقبول فأكثر الاختلافات مقتا هي تلك التي تخالف نصا صحيحا ثابتا من القرآن أو سنة رسول الله (صلي الله عليه وسلم) ذلك لأن الله تعالي مقت الاختلاف ووصفه بأبشع الصفات فقال (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }الروم31،)]، ويستأنف صبحي كلامه فيقول: ومع ذلك فالأشعرى يعتبر جميع المذاهب برغم اختلافها من أهل الإسلام، بل إن عنوان كتابه هو "مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين" ومعناه أن ذلك الاختلاف فى عذاب القبر وغيره لا يقدح فى إسلام أحد ولا شأن له بإيمان أحد، فالجميع مسلمون مؤمنون طالما يقولون لا إله إلا الله ويؤمنون بكل رسل الله وكتبه..،  ويتضح من كلام الأشعرى أن أصحاب الاتجاه العقلى هم الذى أنكروا عذاب القبر، فالمعتزلة يعتمدون العقل أساساً فى المرجعية والخوارج يتوقفون عند حدود النص القرآنى، وطالما لم يرد نص صريح الدلالة على عذاب القبر فى القرآن الكريم فلا يعتقدون فى وجود عذاب فى القبر.. ثم هناك من وقف موقفاً متوسطاً وهم الذين نفوا عذاب القبر وقالوا بعذاب البرزخ ونعيمه للأرواح وليس للأجساد..، وبين الفريقين يقف أهل السنة الذين تزعمهم أبو الحسن الأشعرى بعد انشقاقه عن المعتزلة، وهم يعتمدون النص سواء كان قرآناً أو حديثاً منسوباً للنبى أو تفسيراً مأثوراً، ولذلك فقد اعتمدوا الأقاويل التى تؤكد عذاب القبر، ويستأنف فيقول: وكلها بالطبع وجهات نظر عقلية أو نقلية أو بين هذا وذاك فى قضية خلافية اجتهادية أصحابها كلهم مسلمون، ويستأنف فيقول: ولكن وجهات النظر تلك ظلت محصورة فى نطاق ضيق لا يتعدى الكتب القديمة الصفراء ومقررات الدراسة بالأزهر، حتى جاء عصر النفط بتغيير جديد فأصبحت فيه الكتب الصفراء أكثر بياضاً وأكثر انتشاراً وأعظم تأثيراً، وأتيح لها أن تصبغ عقول الشباب فتمنعه من الانطلاق لمواكبة العصر الحديث لتجعله يعود إلى عالم العصور الوسطى..، لم يعط عصر النفط نقلة هائلة لأفكار التراث كلها بل أن هذه النقلة كانت من حظ الجانب المنغلق والخرافي من التراث الذي ساد على أنه هو الإسلام، هو رأى ما عرف بأهل السنة فى موضوع عذاب القبر مثلاً وساد على أنه الإسلام وتجاهل الآراء الأخرى، وتجاهل أيضاً أنها قضية خلافية لعلماء كلهم مسلمون..، أى أن عصر النفط جعل للقضية رأياً واحداً هو مع الأسف أكثر الآراء تخلفاً وتهافتاً وتناقضاً مع القرآن الكريم الذى ينبغي أن نحتكم إليه فى كل أمورنا.. لم يكتف عصر النفط باعتماد رأى واحد ونفى ما عداه، وإنما تطرف فجعل هذا الرأى هو الإسلام وحده، واتهم ما عداه بالكفر والإلحاد، أو بالتهمة الحديثة التى خرج لها علماء النفط من الحضارة الأوروبية، تهمة العلمانية التى تعنى الكفر والإلحاد..، وبذلك أصبح واضحاً أنه يراد بنا أن نعود ليس للجانب المتعقل من التراث بل أن نعود إلى أكثر أنواع التراث تخلفاً وتشدداً أو نواجه العالم فى القرن الحادى والعشرين بذلك التراث المتخلف على أنه هو الإسلام، والنتيجة أن العالم يقفز إلى عصر المعلومات ويتقدم فى كل ثانية إلى الأمام، ونحن نتراجع إلى خرافات العصور الوسطى والثعبان الأقرع.. وهذا هو ما يراد بنا. [ قلت البنداري: وأخيراً لقد أوردت في هذا الرد موضوعات في مناحٍ شتي اضطرني إليها منكر السنة ومضيع دين الإسلام أحمد صبحي منصور وعميل اليهودي بايبس صاحب ومنشئ المركز العالمي للقرآن وقد وظف أحمد صبحي مديراً له واتخذ صبحي من حفنة أقربائه عثمان وعبد اللطيف وأولاد أحمد صبحي وكلاء ومندوبين وموظفين عنده يتعاونون جميعا لتدمير دين الله تعالي من خلال:                                                               1- الزعم بأن القرآن وحسب يحتوي علي الدين كله ، وتناسوا محرفين أن من هذا القرآن قوله تعالي (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الحشر7 ) ، وقوله تعالي (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }النساء80 )، وقوله تعالي (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ }النور54 )                                                                                                    2- زعمهم بأن كل سنة النبي صلي الله عليه وسلم أحاديث شيطانية مؤلفة ، وتناسوا أن هذا الزعم يبطل دعوته لأن هذه الدعوي ستنهي ما يفرضه الواقع من ضرورة أن يكون لرسول الله صلي الله عليه وسلم أثراً معتبراً صحيحا لتاريخه وسيرته ولو قل هذا الأثر ، وكذلك مخالفتهم لمقننات وقواعد التحمل الخبري والأداء الذي تفرضه ضرورة الواقع ومسلمات العقل والنقل علي كل مستويات وكالات الأخبار القديمة والحديثة .            3- انكارهم كل ما جاء فيه نقل صحيح  من القرآن لمجرد أن فيه تفسير أو تفصيل من سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم . كالناسخ والمنسوخ وعذاب القبر وكل قضاياهم الإلحادية .أما باقي الأسباب فسنؤجله للكتاب القادم والرد عليه ( الصلاة بين القران والمسلمين) للضال أحمد صبحي منصور .

 

كتبه وانتهي من كتابته : دكتور عبد الغفار سليمان عبد الغفار البنداري ، في 5/8/2010م – القاهرة

 

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

 

 

 

نبذة عن ما ورد في عذاب القبر في سنة النبي (صلي الله عليه وسلم) :

 

1- تواتر أحاديث عذاب القبر

 

للألباني

 

@@ ( لَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُسْمِعَكُمْ [ من ] عَذَابَ الْقَبْرِ [ ما أسمعني ] ) .
@ قال الإمام أحمد حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِنَخْلٍ لِبَنِي النَّجَّارِ فَسَمِعَ صَوْتًا فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا قَبْرُ رَجُلٍ دُفِنَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( فذكره ) .
@ وله شاهد من حديث جابر قال : ( دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا نَخْلًا لِبَنِي النَّجَّارِ فَسَمِعَ أَصْوَاتَ رِجَالٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعًا فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ تَعَوَّذُوا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ) ، أخرجه أحمد بسند صحيح متصل علي شرط مسلم .
@ وله شاهد آخر من حديث زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ مرفوعاً , وهو :
 ( إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا , فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا , لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْه . قال زيد :ُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ , فَقَالَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ فَقَالَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ قَالَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ) .
@ أخرجه مسلم من طريق ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ وَأَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ وَلَمْ أَشْهَدْهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنْ حَدَّثَنِيهِ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ : بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ وَنَحْنُ مَعَهُ إِذْ حَادَتْ بِهِ فَكَادَتْ تُلْقِيهِ وَإِذَا أَقْبُرٌ سِتَّةٌ أَوْ خَمْسَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ – شك الجريري - فَقَالَ مَنْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الْأَقْبُرِ فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا قَالَ فَمَتَى مَاتَ هَؤُلَاءِ قَالَ مَاتُوا فِي الْإِشْرَاكِ فَقَالَ ( فذكره ) .
وفي هذه الأحاديث فوائد كثيرة أذكر بعضها أو أهمها :
1- إثبات عذاب القبر , والأحاديث في ذلك متواترة , فلا مجال للشك فيه بزعم أنها آحاد , ولو سلمنا أنها آحاد , فيجب الأخذ بها لأن القرآن يشهد لها , قال تعالى (وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ) غافر 45-46 , ولو سلمنا أنه لا يوجد في القرآن ما يشهد لها , فهي وحدها كافية لإثبات هذه العقيدة , والزعم بأن العقيدة لا تثبت بما صح من أحاديث الآحاد زعم باطل دخيل في الإسلام , لم يقل به أحد من الأئمة الأعلام – كالأربعة وغيرهم- بل هو مما جاء به بعض علماء الكلام بدون برهان من الله ولا سلطان , وقد كتبنا فصلاً خاصاً في هذا الموضوع الخطير في كتاب لنا , أرجو أن أوفق لتبييضه ونشره على الناس .
2- أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسمع ما لا يسمع الناس , وهذا من خصوصياته عليه الصلاة والسلام , كما أنه كان يرى جبريل ويكلمه والناس لا يرونه ولا يسمعون كلامه , فقد ثبت في البخاري وغيره أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يوماً لعائشة رضي الله عنها : ( هذا جبريل يقرئك السلام , فقالت : وعليه السلام يارسول الله ترى ما لا نرى ) .
ولكن خصوصياته عليه السلام إنما تثبت بالنص الصحيح , فلا تثبت بالنص الضعيف ولا بالقياس والأهواء , والناس في هذه المسألة على طرفي نقيض , فمنهم من ينكر كثيراً من خصوصياته الثابتة بالأسانيد الصحيحة , إما لأنها غير متواترة بزعمه , وإما لأنها غير معقولة لديه , ومنهم من يثبت له عليه السلام ما لم يثبت , مثل قولهم : إنه أول المخلوقات , وإنه كان لا ظل له في الأرض , وإنه إذا سار في الرمل , لا تؤثر قدمه فيه , بينما إذا داس على الصخر علم عليه , وغير ذلك من الأباطيل .
والقول الوسط في ذلك أن يقال : إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشر بنص القرآن والسنة وإجماع الأمة , فلا يجوز أن يعطى له من الصفات والخصوصيات إلا ما صح به النص في الكتاب والسنة , فإذا ثبت ذلك , وجب التسليم له , ولم يجز رده بفلسفة خاصة علمية أو عقلية زعموا .
ومن المؤسف أنه قد انتشر في العصر الحاضر انتشاراً مخيفاً رد الأحاديث الصحيحة لأدنى شبهة ترد من بعض الناس , حتى ليكاد يقوم في النفس أنهم يعاملون أحاديثه عليه السلام معاملة أحاديث غيره من البشر الذين ليسوا معصومين , فهم يأخذون منها ما شاؤوا , ويدعون ما شاؤوا , ومن أولئك طائفة ينتمون إلى العلم وبعضهم يتولى مناصب شرعية كبيرة , فإنا لله وإنا إليه راجعون , ونسأله تعالى أن يحفظنا من شر الفريقين المبطلين والغالين .[ قلت البنداري: إن  استحالة تمكننا كبشر من رؤيتنا لأحداث التعذيب ، في ظل الفروض الخمسة  السابق  ذكرها في أول هذا الكتاب، ليدعونا إلي حتمية  أن لا ننكر إمكانية حدوث عذاب القبر ، باعتبار سائر الفروض الخمسة علي أنها فروض صحيحة وباعتبار ضرورة أن يؤمن المؤمنون بالغيب كما قال الله تعالي في كتابه العزيز في أول سورة البقرة (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) ) ، وعليه ففرض حتمية  قبول صدق وقوع أحداث عذاب القبر المنصوص عليها في الأحاديث الصحيحة  هو الفرض الصائب في كلا  الاحتمالين ،  بحيث يجب أن نؤمن بالفروض المعاينة المرئية الأربعة علي المعاينة والمشاهدة  ،ونقبل صدق  وقوع تفصيلات العذاب القبري وإن لم نتمكن من رؤية ومعاينة أحداث عذاب القبر نفسه .

 

إن أكثر ما حولنا نعايشه ولا نعاينه ( أي لا نراه بالعين) ، وما لم نعاينه فلا نعرف ماهيته، فالملائكة نعايشها ولا يمكن لنا معاينتها ، والجن والشياطين ، نعايشهم ولا نعاينهم ، ( يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ ..}الأعراف27 )، وكذلك نعايش البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات ولا نعاينها ( أي لا نراها بالعين ) ولكننا نؤمن بوجود كل هذا إما لنقل يخبر عنه، أو بعلم تجريبي مستيقن علَّمناه رب البرية وكشفه لنا ، ونحن نعايش كل عوالم الدنيا وبلاد المشرق والمغرب والشمال والجنوب ولكننا لا نعاين ذلك كله إلا بما امتن الله علينا منه بسلطان علم ( كتلفاز أو ما شابهه) ، أو سطوة نقل خبري مؤكد صحته ، ونحن كذلك نعايش من يُعذب في القبر من الكفار والعُصاة ونتعرف علي ذلك بنقل صحيح من القرآن والسنة ، لكننا لا نستطيع معاينة ذلك ، ولا يمكن لنا رؤية ذلك بالعين المجردة ، وانعدام المقدرة لدينا علي المعاينة لا تعني انعدام وجود الشيء ، فانعدام المقدرة لدينا بمعاينة الفيروسات ، لا تعني انعدام وجودها بل هي موجودة لكننا لا نراها ، وكذلك من يعذبون في القبر ، نُعايشهم ولا يمكن لنا أن نعاينهم ،( وهذا ما قصده النبي (صلي الله عليه وسلم)  في قوله : ( لَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُسْمِعَكُمْ  من  عَذَابَ الْقَبْرِ  ما أسمعني  ) // وأحمد منصور يخلط الأوراق ويستدل بالمستيقن من أدلة  نقلية  ثابتة  فيها أخبار  حدوث عذاب القبر حسب زعمه ولأننا لم نعاينه أو نراه أو  نسمعه علي أنه ليس بموجودٍ ،فالنبي صلي الله عليه وسلم  قد سمع ما لم نسمعه من تعذيب لهذا الرجل في قبره لأنه نبي ونحن لسنا أنبياء ، وفرعون أنجي الله تعالي جسده ، وقضي الله  عليه وآله بالعذاب في قبورهم غدواً ،وعشياً ، وبيّن أن ذلك يكون في الدنيا وأننا سنري جسده سليما رغم العذاب اليومي غدواً وعشياً، وأنه سيكون لمن خلفه آية ، ويكون عبرة هذا برغم تقرير العذاب اليومي غدواً وعشياً،  وقد رأيناه فعلا مُحنَّطا بالمتحف القومي للآثار المصرية ،فتلك هي معايشتنا لهم ولكننا لا يمكن لنا أن نعاين تعذيبهم، وعرضهم علي النار غدواً وعشياً، برغم حدوثه في قبورهم  ذلك لانعدام وجود علم من  نقل أو عقل يمكننا  أن نتصوره من خلاله وقد استأثر الله تعالي بغيب ذلك كله وأخبر نبييه  ببعضه ، وأخفي عليه كنبي  أكثره ، وعلينا كبشر  كله ، ويمتنع علي أي من الناس  إقحام نفسه  في منطقة الممتنع علمه علي البشر ، والمقصورة علمها علي الله جل وعلا، كما يمتنع علي أحد من البشر غير الأنبياء أن يزعم  أنه يعلمه ،ويحُرُمُ  إدعاء ذلك بلا أدلة  وويحرم إرسال  أقوالاً من صنع الخيال أو رسم صورا هزيلة من نسج الخيال ومحاكمة الناس إليها زوراً  كما يفعل أحمد صبحي منصور  ]
3- إن سؤال الملكين في القبر حق ثابت [ لثبوته بطريق التحمل والأداء  الخبري والعقلي ثبوتاً صحيحاً] , فيجب اعتقاده والإيمان به كغيب أمرنا أن نؤمن به وإن لم نره , والأحاديث فيه أيضاً متواترة .[ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }البقرة3 ) ، [ وأقول البنداري  وأما الآحاد والتواتر فهي قضية اختلقها أعداء الله وصنعها المتربصون بدين الإسلام يتآمرون علي تدمير هذا الدين القيم من خلال زعزعة مفاهيمه عند عامة المسلمين وكثيرِ من خاصتهم ، والقول الحق في هذه القضية هو ::بالنسبة للحديث المتواتر: فتعريف المتواتر لغة في مختار الصحاح : [وتر] و ت ر: الوِتْرُ بالكسر الفرد وبالفتح الذحل هذه لغة أهل العالية وأما لغة أهل نجد فبالضم ولغة أهل تميم بالكسر فيهما والوَتَرُ بفتحتين وتَرُ القوس و الوَتِيرَةُ الطريقة يُقال ما زال على وَتِيرةٍ واحدة ووَتَرَهُ حقَّه يتِره بالكسر وِتْرَاً بالكسر أيضا نقصه وقوله تعالى {ولن يَتِركم أعمالكم} أي في أعمالكم كقولهم دخلت البيت أي في البيت و أَوْتَرَهُ أَفذه ومنه أوتر صلاته وأوتر قوسه و وَتَّرها تَوْتِيراً بمعنى و المُوَاتَرَةُ المُتابعة ولا تكون بين الأشياء إلا إذا وقعت بينها فترة وإلا فهي مُداركة ومُواصلة ومُواتَرةُ الصوم أن تصوم يوما وتُفطر يوما أو يومين وتأتي به وِترا ولا يُراد به المُواصلة لأن أصله من الوِتر وكذلك وَاتَرَ الكُتُب فَتَوَاتَرَتْ أي جاء بعضها في إثر بعض وِترا وِترا من غير أن تنقطع و تَتْرَى فيها لغتان تُنوَّن ولا تُنوَّن فمن ترك صرفها في المعرفة جعل ألفها للتأنيث وهو أجود وأصلها وَتْرَى من الوِتْر وهو الفرد قال الله تعالى {ثم أرسلنا رُسلنا تَتْرى} أي واحدا بعد واحد ومن نوَّنها جعل ألفها مُلحِقة ،[ قلت البنداري فالتواتر معناه رواية الحديث بعضه في أثر بعض ، وهو تعريف كما تراه له سورٌ أمامي وليس له سورٌ واضح خلفي لكن المفهوم منه علي مقاييس قبول العقل للخبر أنه أرجح ما يكون ثبوتا وما من خبر يدل علي اليقين إلا بالمشاهدة والمعاينة ، وما دون ذلك فالعقل يتعامل معه بمنطق الترجيح وهو منطق يفرض العقل القبول الخبري به في غيبة وجود خبر الشاهد أو المعاين ، ويبدأ الترجيح الملزم  لدي العقل بارتقاء الثبوت فوق 51% ويتزايد الثبوت والاطمئنان بالقبول كلما ارتقي الثبوت في النسبة من 51% إلي 99% مارا بنسب الترجيح 52% .و.و....و 65% و...77% و .. باقي النسب إلي نسبة ما قبل اليقين والمعاينة 99% ، وكل هذه النسب تبدأ من نسبة التكليف بالقبول العقلي للخبر 51% ( الراجح ) لان المرجوح من الخبر هو ما قاسه العقل فاستقر عنده تحت مستوي القبول (49%) ، إن الفرق بين الراجح والمرجوح خطوة واحدة ،أو ( 1%  ) تلك الخطوة هي التي ينقلب بها الشيء لضده فالليل يتحول إلي نهارٍ بدءا من هذه الدقيقة الأخيرة فيه ثم يزداد الضوء تدريجيا بمرور الوقت حتي يضحي النهار وينبثق النور بكامله ، ومن يدخل مبني أو عمارة أو منزلا لا يكون داخلا فيه حتي يجتاز هذه الخطوة الأخيرة في مشواره عند عتبة المنزل(49%) ليكون بعدها داخله وكلما خطا خطوة فيه كلما ترقي في الدخول مثلما يقبل العقل الترقي في الخبر بعد ثبوته (51%)  ، فال 51% هي بداية التحقيق للقبول الخبري وهي درجة كما يبدو شرطية في تواصل ثبوت الخبر من نقطة الترجيح العقلي للقبول، وعليها يُعوِّل العقل كل التعويل للتفريق بين الصحيح الراجح من الخبر والضعيف المرجوح منه ، وإن جاز لي أن أسمي نقطة الفصل بين الراجح والمرجوح ( حد الترجيح الأدنى – 51 %-  ) ، بينما أسمي نسبة القبول إل- 99% حد القبول الأعلى للخبر، أو نسبة الترجيح الأعلى لقبول الخبر ، والحديث المتواتر هو حديث استوفي حد القبول الأدنى (51 %) ، أي الحد الذي يوجب العقل العمل بالخبر علي أنه ثابت صحيح ،وتزيد نسبة ثبوته لتلاحق الرواة علي روايته ( كما جاء في تعريف المتواتر ) ، لكنه أبدا لا يصل إلي تحقيق المعاينة كما يزعمون ولا يفيد اليقين كما يدعون بل يفيد ( تحقيق حد القبول الأدنى +زيادة نسبة الصحة والثبوت لدي العقل ) وما يهمنا أنه يفيد كحديث الآحاد حد القبول الأدنى أي الحد العقلي الملزم بالعمل والمحقق للتكليف،إن أحاديث الآحاد هي بمنطق العقل الغريزي الفطري أحاديث يوجب العقل العمل بها مالم تتعارض مع آيةٍ بينةٍ أو حديثٍ أكثر منه ثبوتا ، والتعارض هنا يحققه مخالفة الفرد للجمع من الرواة أو الضابط للأضبط ، والعدد في الرواة لا يحقق الثبوت بل يحقق الترقي في درجة الثبوت ويعتبر كعامل ترجيح فقط في حالة تعارض حديث الآحاد مع حديث التتابع ثم أحاديث التواتر ، ولكن ما هو حديث الآحاد وحديث التتابع وحديث التواتر ؟؟ أما حديث الآحاد فهو ما تقارب في نسبة ثبوته بما يزيد علي ال( 51 %) وهو المتطابق مع المُتَفَرَدِ بروايته دون معارضة من قرآن أو حديث ،أما حديث التتابع فهو ما تقارب في نسبة ثبوته بما يزيد علي(  52 % ) مترقيا في درجات الثبوت إلي (90 %) , وذلك برواية من يُتَابِع علي حديثه بمتابعات أو شواهد أو طرق أخري تحقق الزيادة في الثبوت إلي هذه الدرجة ومنها بالطبع انتفاء التعارض وانعدامه مع الآية الصريحة أو الأحاديث الثابتة بدرجة أكبر ، ولكن يُنتبه إلي أن حديث التتابع إذا تعارض مع حديث متابع عليه أيضا وكلاهما استوفيا حد الثبوت الأدني + الترقي في الدرجات ، فإن ذلك يلفتنا إلي إعمال عنصر التراخي الزمني بين الحديثين لبيان ما نُسخ مما هو ناسخ من الحديثين فاللاحق حتما يكون مهيمنا علي السابق في الزمان وناسخا له أو معدلا أو مبدلا له ( راجع كتاب الناسخ في الرد علي مزاعم أحمد صبحي في نفيه للنسخ )]
4- وقد جاء في الحديث:وجوب الإيمان بعذاب القبر وسؤال الملكين                          5- وأن أهل الجاهلية الذين ماتوا قبل بعثته عليه الصلاة والسلام معذبون بشركهم وكفرهم , وذلك يدل على أنهم ليسوا من أهل الفترة الذين لم تبلغهم دعوة نبي , خلافاً لما يظنه بعض المتأخرين إذ لو كانوا كذلك , لم يستحقوا العذاب لقوله سبحانه وتعالى : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ) الإسراء 15 .
وقد قال النووي في شرح حديث مسلم : ( إن رجلاً قال : يارسول الله , أين أبي ؟ قال في النار ... ) الحديث , ويتضمن معني  أن من مات على الكفر فهو في النار , ولا تنفعه قرابة المقربين , وفيه أن من مات علي الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو من أهل النار , وليس هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدعوة , فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الأنبياء صلوات الله تعالى وسلامه عليهم

 

@@@@@@@@@@@@@@@@

 

ونتعرض هنا إلي نبذة من الأحاديث التي ساقها البيهقي في مساره :إثبات عذاب القبر، قال :باب ما جاء في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من بشارة المؤمنين بالتثبيت عن سؤال الملكين قال الله عز وجل يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة

 

@ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أنا أبو بكر أحمد بن سليمان الفقيه ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا الحوضي ح وأخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي أبو عثمان سعيد بن محمد عبدان قالا ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ نا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا أبو عمر ثنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن إذا شهد أن لا إله إلا الله وعرف محمدا صلى الله عليه وسلم في قبره فذلك قول الله عز وجل يثبت الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ] ( رواه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في الصحيح عن أبي عمر حفص بن عمر الحوضي )

 

@ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد ابن إسحاق الصغاني نا هشام بن عبد الملك ح وأخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن محمد بن علي الروذ باري أنا أبو بكر محمد بن بكر بن عبد الرزاق ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا شعبة بن علقمة ابن مرثد عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذلك قول الله عز وجل يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة .. ( لفظ حديث أبي داود وفي حديث الصغاني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره) ، رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك،   ورواه أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري عن محمد بن المثنى عن أبي الوليد فيما زعم شيخنا أبو عبد الله الحافظ فأما أنا فإني لم أره في كتاب مسلم إلا من رواية محمد بن جعفر غندر عن شعبة أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب في قوله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا إذا جاء الملك الرجل في القبر حين يدفن فقال له من ربك :فقال ربي الله وما دينك قال ديني الإسلام وقال له من نبيك قال نبيي محمد فذلك التثبيت في الحياة الدنيا.

 

@  ورواه أبو بكر بن أبي شيبة عن أبي معاوية وقال إذا جاء الملكان الرجل في القبر أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله الهاشمي ببغداد ثنا عثمان بن أحمد بن السماك ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد وأبو العباس محمد بن يعقوب قالوا ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن والكافر ثم ذكر أشياء لم أحفظها فقال إن المؤمن إذا سئل في قبره قال ربي الله فذلك قول الله عز وجل يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة الآية

 

@  أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد أنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهمذان ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي إياس ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) فقال ذلك إذا قيل له في القبر من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول الله ربي والإسلام ديني ومحمد نبيي جاءنا بالبينات من عند الله فآمنت به وصدقته فيقال صدقت على هذا حييت وعليه تبعث إن شاء الله

 

@  أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي المؤمل بن الحسن بن عيسى رحمه الله قراءة عليه من أصله ثنا أبو عثمان عمرو بن عبيد الله البصري نا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب أنا جعفر بن عون أبنا عبد الرحمن بن عبد الله عن عبد الله بن المخارق عن المخارق بن سليم قال قال عبد الله يعني أبن مسعود إذا حدثناكم بحديث آتيناكم بتصديق ذلك من كتاب الله عز وجل إن المسلم إذا دخل قبره أجلس فيه فقيل من ربك وما دينك يعني ومن نبيك قال فيثبته الله عز وجل، فيقول ربي الله وديني الإسلام ونبي محمد صلى الله عليه وسلم قال فيوسع له قبره ويروح له فيه ثم قرأ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا الآية وان الكافر إذا دخل قبره أجلس فيه فقيل له من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول لا أدري فيضيق عليه قبره ويعذب فيه ثم قرأ عبد الله ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى.

 

@  أخبرنا أبو عبد الرحمن الحافظ وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو سعيد محمد ابن موسى قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن إسحاق ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا شريك بن سالم عن سعيد عن ابن عباس قال يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا قال المخاطبة في القبر يقول من ربك وما دينك ومن نبيك وفي الآخرة مثل ذلك

 

باب ما في هذه الآية من الوعيد للكفار بعذاب القبر قال الله تعالى ويضل الله الظالمين و يفعل الله ما يشاء أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو الفضل بن إبراهيم بن أحمد بن سلمة ثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة بن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة قال نزلت في عذاب القبر يقال له من ربك فيقول ربي الله ونبيي محمد فذلك قوله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت // رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن بشار// ورواه مسلم أيضا عن محمد بن بشار أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصنعاني ثنا روح بن عبادة ثنا الثوري ح وأخبرنا أبو عبد الله أنا محمد بن يعقوب يعني الشيباني ثنا أحمد بن سهل نا محمد بن بشار ثنا عبد الرحمن يعني ابن مهدي عن سفيان عن أبيه عن خيثمة عن البراء بن عازب يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة قال نزلت في عذاب القبر رواه مسلم في الصحيح عن بشار وغيره أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن بشران العادل ببغداد أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله ثنا جعفر بن محمد الرازي ثنا الهيثم بن اليمان ثنا إسماعيل بن زكريا حدثني محمد يعني ابن عون عن عكرمة عن أبن عباس في قول الله عز وجل يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة الشهادة يسألون عنها في قبورهم بعد موتهم قال قلت لعكرمة ما هو قال يسألون عن إيمان محمد صلى الله عليه وسلم وأمر التوحيد قال ويضل الله الظالمين قال تلك الشهادة فلا يهتدون أبدا وهكذا رواه غيرة عن ابن عباس

 

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا محمد بن عمرو الأسلمي قال عبد السلام بن حفص ثنا عن شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بي يفتتن أهل القبور وفي نزلت هذه الآية يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت

 

باب أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن المؤمن والكافر جميعا يسألان ثم يثبت المؤمن ويعذب الكافر أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو الفضل الحسن بن يعقوب العدل ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا عبد الوهاب عن سعيد يعني بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم فيأتيه ملكان فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل يعني محمدا صلى الله عليه وسلم قال فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له انظر إلى مقعدك في النار قد أبدلك الله مقعدا في الجنة فيراهما جميعا ، رواه مسلم في الصحيح عن عمرو بن زرارة عن عبد الوهاب وروي ذلك عن عبد الوهاب بن عطاء ابسط من ذلك أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن فضل القطان ببغداد أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان ثنا أبو بكر يحيى بن أبي طالب ثنا عبد الوهاب ابن عطاء أنا سعيد ح وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى بن الفضل قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني نا محمد ابن عبد عبد الله الرزي ثنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم دخل نخلا لبني النجار فسمع صوتا ففزع فقال من أصحاب هذه القبور قالوا يا نبي الله ناس ماتوا في الجاهلية فقال نعوذ بالله من عذاب القبر وعذاب النار وفتنة الدجال قالوا وما ذاك يا رسول الله قال إن هذه الأمة تبتلى في قبورها وإن المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك فيقول له ما كنت تعبد فإن الله هداه وفي رواية القطان فإن هداه الله عز وجل فيقول كنت أعبد الله فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول هو عبد الله ورسوله قال فما سئل عن شئ غيرها فينطلق به إلى بيت كان له في النار فيقال له هذا بيتك كان في النار ولكن الله عز وجل عصمك ورحمك فأبدلك به بيتا في الجنة فيقول دعوني حتى أذهب فأبشر أهلي فيقال له أسكن وإن الكافر إذا وضع في قبره أتاه ملك فينهزه يقول فيقول ما كنت تعبد فيقول لا أدري فيقول لا دريت و لا تليت فيقول ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول كنت أقول ما يقول الناس قال فيضربه بمطراق من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة فيسمعها الخلق غير الثقلين ، لفظهما سواء وهكذا رواه أحمد بن حنبل عن عبد الوهاب بن عطاء أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنا أبو بكر الأسماعيلي أنا أبو يعلي والحسن قالا ثنا محمد بن المنهال ثنا يزيد بن زريع قال أبو بكر وأخبرني الفاريابي والحسن قالا ثنا العباس بن الوليد ثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه حتى إنه يسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل محمد فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدا في الجنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تراهما كلاهما أو قال جميعا قال قتادة فذكر لنا يفسح له في قبره سبعون ذراعا ويملأ عليه خضرا إلى يوم القيامة ثم رجع إلى حديث أنس قال وأما الكافر أو المنافق فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت ثم يضرب بمطراق من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة سمعها من يليه غير
المثقلين ، هذا حديث الفريابي رواه البخاري في الصحيح فقال وقال لي خليفة ثنا يزيد بن زريع فذكره ورواه مسلم عن محمد بن منهال مختصرا ورواه شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن إسحاق الصغاني ثنا حسين بن محمد ثنا شيبان عن قتادة حدثنا أنس بن مالك قال قال نبي الله صلى الله عليه وسلم إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم قال يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال أنظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة قال نبي الله صلى الله عليه وسلم فيراها جميعا،  رواه مسلم في الصحيح كما أخبرنا عبد الله بن يوسف ثنا أبو عبد الله بن يزيد أبو أحمد بن عيسى نا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا عبد بن حميد ثنا يونس ابن محمد نا شيبان بن عبد الرحمن فذكره بمثله وزاد في آخره قال قتادة وذكر لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعا ويملأ عليه خضرا إلى يوم يبعثون وعن أسماء بنت أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم [..[ قلت البنداري: إن أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم  هي ضرورة من ضرورات النقل الخبري القائم علي قاعدة التحمل والأداء العقلي باعتبار وجود النبي محمد (صلي الله عليه وسلم  وزمانه واقع لا ريب فيه)،( إن منهج التحمل والأداء هو منهج عقلي واقعي لا ينفك عن أي خبر يتم تناقله بين الأحياء من الجنس الواحد ، فمجرد أن يَعي المرء لفظا أو عبارة أو جملة من فم رجل آخر فقد تحمل السامع باللفظ المسموع شاء السامع أو أبي ، لأن الأذن هي سبيل التحمل الأول في امكانيات السامع ، ويشترط في التحمل توافر العقل وانعدام ذهابه ( بالمغيبات كالخمر أو التخدير أو بعدم التأهيل وقلة الوعي كبعض حالات الطفولة وما قبل البلوغ ) وكل من تحمّل بخبر يصير مؤهَّلا لأداء نقله ( وهو الشق الثاني من قاعدة التحمل العقلي والأداء) ، والأداء لما سبق تحمله من أخبار ونقله للغير غريزة خلقت في الكيان البشري ، وقد يكون بعض المؤديين من ذوي الدَفعة الغريزية فينقلون أخبارا قد تضر بالمصلحة القومية للبلاد أو ينقلون أخبارا عسكرية أو اقتصادية أو سياسية مبكرا في غير وقتها فتضر بالبلاد ، لكن الأخبار الدارجة اليومية المنقولة من الشاهد الي الشاهد أو من الشاهد الي الغائب فهذه مالا مضرة فيها لكن يقع عبئ صحة وسلامة نقلها علي قدر ضبط واتقان الناقل اليها ودرجة عدالته النوعية ، وأقول عدالته النوعية لأن مطلق العدالة قد لا يشترط في صحة الأداء فضلا عن توافر عدالة النقل الخبري لكثير ممن ليسوا مسلمين كما في دهاليز السياسة والاقتصاد والمؤسسات العلمية لأكثر أهل أوربا مما يصدر عنهم من أخبار تقوم وكالات الأنباء المختلفة لتحمل أخبارها ثم أداء نقلها إلي انحاء الدنيا من خلال وسائل البث الخبري ، وما فعله رواة الأحاديث في سلسلة الرواية - التي تضايق أحمد منصور وتثير أعصابه وتلهب غضبه – ما هو إلا صورةً دقيقةً لما تقوم به وكالات الأخبار اليوم من تحمل للأخبار ثم أداءها ، ولحرص الناقلين علي نقل تلك الأخبار باعتبارها منقولة عن نبي عظيم له شأنه عند ربه وعند الناس فقد تحوط الناقلون للأخبار وتقعروا في طريقة تحملها بشكل مفرط فيه لدرجة تكوُّن عفويٍ تلقائيٍ  لروح الفريق في نقل أخبار وسيرة الإسلام ونبي الإسلام وقران المسلمين ، فاهتم الرواة بحفظ الأحاديث ودققوا في حفظها وحفظوا فروق الروايات عمن سمعوها كما تحملوها ، لدرجة أن بعضهم كان يكتب أحاديث حفظه في صحائف تسمت وجادة مثل وجادة عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده عمرو ابن العاص عن النبي (صلي الله عليه وسلم )  وتقعر بعضهم في أسلوب التحمل بعمل لقاءات لإلقاء الأحاديث النبوية الشريفة  معروفة في المساجد يأتيها المتحملون من كل فج ومكان ومن كل بلد قاص أو دان ، يتحملون الأخبار بالسماع ثم يعودوا أدراجهم إلي بلدانهم أو مكاتبهم ليؤدونها لغيرهم إما بالالقاء أو بالكتابة والتدوين ، وما الكتابة والتدوين الا صورة من صور وكالات الأنباء اليوم ، حيث تتم عملية الأداء من خلال هذه التقنية ، وقد برع في عملية الأداء بالتدوين من العصور السابقة ، والمشابهة لوكالات الأنباء اليوم  حفاظ الحديث المصنفين بالتدوين كالبخاري ومسلم ابن الحجاج وأبو داود وأحمد ابن حنبل ، والترمذي والنسائي ، وابن ماجة والبيهقي والدرامي، وأبو حاتم ، والطياليسي ، وابن حبان والضياء المقدسي ، وابن ابي عاصم وكثير من الكتاب الذين دونوا محفوظاتهم التي تحمَّلوها حفظا من كبار شيوخهم ، وبأدائهم التصنيفي هذا يكونوا قد نبغوا في وضع حد لسلسلة التحمل والأداء النقلية الشفهية الي التحمل والاداء التدوينية بحيث أنهم قد أغلقوا تسلسل النقل علي مر الزمان ليتوقف عند صفحات مدوناتهم التي كتبوها وصنفوها . وقد أردت التقديم بهذه النبذة البسيطة في معرض كذب أحمد صبحي منصور الواسع علي هؤلاء الحفاظ وحملةِ مشاعل نور الاسلام من زمن النبوة وحتي وصلتنا مدوناتهم في شكل مخطوطات موثقة معارضة مختومة وممهورة بخاتم كل واحد منهم وممن راجعوها وحققوها وقابلوها وأثبتوا فوارق النسخ وتواريخ كتاباتها ونسبتها الي مصنفيها ،إن انكار أحمد صبحي منصور لهذه الأحاديث بزعم التمدن والحضارة والعلمانية المادية والوجودية الدهرية برغم تصنيف العقل لها علي أنها من الممكنات وليست من المستحيلات لأنها غيب لا نعلم عنه شيئا هو تمرد جاسر علي مقررات العقل والنقل طغي به هذا المنكر وتمادي في ضلاله ، فما الذي يمنع لدي العقل إمكانية أن يُعذب الميت في قبره أو تجلسه الملائكة لحساب القبر أو تقرعه بمقرعة من حديد كل هذا وغيره والجسد أمامنا لا نري منه هذا التعذيب كما لا نري حولنا الملكين الكاتبين ، والملائكة الحفظة ، أو الشيطان وذريته من حولنا وكلهم لا نراهم ولا نعاينهم وكما لا نري الفيروسات والبكتيريا والفطريات وهي متغلغلة داخل خلايانا وفتحات أجسادنا وأجهزتنا الحيوية كالكبد والطحال والقلب والمخ وخلافه ولولا أن جعل الله تعالي لنا جهاز المناعة البشري الجبار داخل أنسجتنا لرئينا آثار الأمراض بادية علينا دون أن نري مسبباتها من الفيروسات والبكتيريا والفطريات والركتسيا ، إنه نفس الوضع بالنسبة للميت يعذب جسده وبداخله نفسه بوجود لا نعرفه ويمتنع علينا إحاطة علمه فلا فيحدث عذاب القبر دون أن نراه أو نسمعه أو نعاينه لتدني قدراتنا البشرية وامتناعها علي معاينته وما دام قد قبل العقل مبدأ امكانية حدوث عذاب القبر فقد جاز قبول أي نوع من التعذيب في القبر يخبر به النقل الصحيح ممن يرفضه العلماني أحمد صبحي منصور من ذلك ضرب المعذب في قبره بالمطرقة كما في حديث البخاري (..........أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل محمد فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدا في الجنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تراهما كلاهما أو قال جميعا قال قتادة فذكر لنا يفسح له في قبره سبعون ذراعا ويملأ عليه خضرا إلى يوم القيامة ثم رجع إلى حديث أنس قال وأما الكافر أو المنافق فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت ثم يضرب بمطراق من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة سمعها من يليه غير المثقلين ) ]

 

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

 

عذاب القبر بين الإقرار والإنكار
 من مجلة التوحيد

 

سُئِلَ شَيْخ الإسْلام ابن تيمية وهو بمصر عن [عذاب القبر] : هل هو على  النَّفْس والبَدن أو على النفس دون البدن؟ والميت يعذب في قبره حيًا أم ميتًا؟  وإن عادت الروح إلى الجسد أم لم تَعُدْ، فهل يتشاركان في العذاب والنعيم؟  أو يكون ذلك على أحدهما دون الآخر؟
فأجاب :فأما أحاديث عذاب القبر ومسألة منكر ونكير: فكثيرة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثل ما في الصحيحين: عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بقبرين فقال: "إنهما ليُعَذَّبان وما يُعَذَّبان في كبير، أما أحدهما فكان يمشى بالنَّمِيمة، وأما الآخر فكان لا يَسْتَتِر من بَوْله، ثم دعا  بجريدة رطبة فشقها نصفين، ثم غرز في كل قبر واحدة. فقالوا: يا رسول اللّه، لم فعلتَ هذا؟ قال: لعله يُخفَّف عنهما ما لم يَيبَْسَا".
@ وفي صحيح مسلم عن زيد بن ثابت قال"بينا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة ونحن معه إذ جالت به، فكادت تلقيه، فإذا أقبر ستة أو خمسة، أو أربعة. فقال: من يعرف  هذه القبور؟ فقال رجل: أنا. قال: فمتى هؤلاء؟ قال: ماتوا في الإشراك. فقال: إن هذه الأمة تبتلى في قبورها؛ فلولا ألا تدافنوا لدعوت اللّه أن يُسِمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه، ثم أقبل علينا بوجهه فقال: تَعوَّذوا باللّه من عذاب القبر.قالوا: نعوذ باللّه من عذاب القبر. قال: تعوذوا باللّه من عذاب النار.قالوا: نعوذ باللّه من عذاب النار. قال: تعوذوا باللّه من الفتن ما ظهر منها وما بطن. قالوا: نعوذ باللّه من الفتن ما ظهر منها وما  بطن. قال: تعوذوا باللّه من فتنة الدجال. قالوا: نعوذ باللّه من فتنة الدجال"..
@ وفي صحيح البخاري ومسلم عن أبي أيوب الأنصاري قال"خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجَبَتِ الشمس، فقال: يهود يعذبون في قبورهم" [وجَبَت الشمس،أي غابت].
@ وفي الصحيحين عن عائشة رضي اللّه عنها قالت "دخلت علىّ عجوز من عجائز يهود المدينة، فقالت: إن أهل القبور يعذبون في قبورهم. قالت: فكذبتها ولم أنْعَمْ أن أصدقها، قالت: فخرجت فدخل عليَّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ، فقلت: يا رسول اللّه، عجوز من عجائز أهل المدينة دخلت علىّ، فزعمت أن أهل القبور يعذبون في قبورهم. فقال: صَدَقَتْ، إنهم يعذبون عذابًا يسمعه البهائم كلها فما رأيته بعد في صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر".
@@ وهذا الحديث قد رواه أهل السنن والمسانيد مطولًا، كما في سنن أبي داود وغيره عن البراء بن عازب رضي اللّه عنه قال"خرجنا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولما يلحد، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله , كأنما على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت به الأرض، فرفع رأسه فقال: استعيذوا باللّه من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا، وذكر صفة قبض الروح وعروجها إلى السماء، ثم عودها إليه. إلى أن قال: وإنه ليسمع خَفْقَ نعالهم إذا وَلُّوا مدبرين حين يقال له : يا هذا، من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ ".
-فقد صرح الحديث بإعادة الروح إلى الجسد، وباختلاف أضلاعه، وهذا بين في أن العذاب على الروح والبدن مجتمعين. وحديث البراء المتقدم أطول ما في السنن، فإنهم اختصروه لذكر ما فيه من عذاب القبر، وهو في المسند وغيره بطوله.
@@ وفي الصحيحين عن قتادة عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن العبد إذا وضع في قبره، وتولى عنه أصحابه، إنه ليسمع خَفْق نعالهم، أتاه ملكان فيقررانه. فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه محمد عبد اللّه ورسوله.قال: فيقول: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك اللّه به مقعدًا من الجنة". قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : "فيراهما كليهما". قال قتادة: وذكر لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعًا، ويملأ عليه خضرًا إلى يوم يبعثون.  ثم نرجع إلى حديث أنس: "ويأتيان الكافر والمنافق فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، كنت أقول كما يقول الناس. فيقول: لا دريت ولا تليت. ثم يضرب بمطارق من حديد بين أذنيه، فيصيح صيحة فيسمعها من عليها غير الثقلين".
@@ وروى الترمذي وأبو حاتم في  صحيحه  وأكثر اللفظ له عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : "إذا قبر أحدكم الإنسان، أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال لهما: منكر والآخر نكير. فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد؟ فهو قائل ما كان يقول، فإن كان مؤمنًا قال: هو عبد اللّه ورسوله، أشهد أن لا إله إلا اللّه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. فيقولان: إنا كنا لنعلم أنك تقول ذلك. ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعًا، وينور له فيه، ويقال له: نم. فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم. فيقولان له: نم، كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه اللّه من مضجعه ذلك. وإن كان منافقًا قال: لا أدري، كنت أسمع الناس يقولون شيئًا فقلته. فيقولان: إنا كنا نعلم أنك تقول ذلك. ثم يقال للأرض: التئمي عليه، فتلتئم عليه، حتى تختلف فيها أضلاعه، فلا يزال معذبًا حتى يبعثه اللّه من مضجعه ذلك"وهذا الحديث فيه اختلاف أضلاعه وغير ذلك، مما يبين أن البدن نفسه يعذب.
@@ وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا احتضر الميت أتته الملائكة  بحريرة  بيضاء. فيقولون: اخرجي كأطيب ريح المسك، حتى إنه ليناوله بعضهم بعضًا، حتى يأتوا به باب السماء، فيقولون: ما أطيب هذا الريح متى جاءتكم من الأرض ؟ فيأتون به أرواح المؤمنين، فَلَهُمْ أشد فرحًا به من أحدكم بغائبه يقدم عليه، يسألونه: ماذا فعل فلان؟ فيقولون: دعوه، فإنه في غم الدنيا، فإذا قال: إنه أتاكم. قالوا: ذهب إلى أمه الهاوية. وإن الكافر إذا احتضر أتته ملائكة العذاب بمسح. فيقولون: اخرجي مسخوطًا عليك إلى عذاب اللّه، فتخرج كأنتن جيفة، حتى يأتوا به أرواح الكفار".[ وأقول البنداري :كل هذا من الغيب الجائز حدوثه ولا نعلم نحن كيف يحدث لامتناع ذلك علينا لأن قدراتنا كبشر متدنية جدا لا تسمح بتصور هذا وكيف يحدث وليس معني انعدام مقدرتنا علي علم ذلك أو تصوره أنه لا يحدث والفيصل في ذلك هو النقل الصحيح الثابت النسبة إلي الله ورسوله ، وإنكار ذلك هو ضلال وحَيَدٌ عن مقررات العقل والنقل وادعاء بشري لعلم ما لم نعلمه وتصور ما لا يمكن تصوره ]  .                                                                     @@ رواه النسائي والبزار ورواه مسلم مختصرًا عن أبي هريرة رضي اللّه عنه. وعند الكافر ونتن رائحة  روحه، فرد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم رِيطَة كانت عليه على أنفه هكذا. [ والرِّيطةُ: ثوب رقيق لين مثل الملاءة].
@@ وأخرجه أبو حاتم في صحيحه وقال: "إن المؤمن إذا حضره الموت حضرت ملائكة الرحمة، فإذا قبضت نفسه جُعِلت في حريرة بيضاء، فتنطلق بها إلى باب السماء، فيقولون: ما وجدنا ريحًا أطيب من هذه الرائحة، فيقال: دعوه يسترح، فإنه كان في غم الدنيا، فيقال: ما فعل فلان، ما فعلت فلانة؟ وأما الكافر إذا قبضت روحه ذهب بها إلى الأرض تقول خزنة الأرض: ما وجدنا ريحًا أنتن من هذه، فيبلغ بها في الأرض السفلى".
ففي هذه الأحاديث ونحوها اجتماع الروح والبدن في نعيم القبر وعذابه، وأما انفراد الروح وحدها فقد تقدم بعض ذلك.
@@ وعن كعب بن مالك رضي اللّه عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما نَسَمَة المؤمن طائر يَعْلُقُ في شجر الجنة حتى يرجعه إلى جسده يوم يبعثه".
رواه النسائي، ورواه مالك والشافعي كلاهما [نسمة المؤمن: أي روحه].
[ وقوله: [يَعْلُق] بالضم أي: يأكل] ، وقد نقل هذا في غير هذا الحديث.
@@ فقد أخبرت هذه النصوص أن الروح تنعم مع البدن الذي في القبر إذا شاء اللّه وإنما تنعم في  الجنة وحدها، وكلاهما حق.

 

@@ وفي سنن أبي داود وغيره، عن أوس بن أوس الثقفي، عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه قال: "إن خير أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليَّ من الصلاة يوم الجمعة، وليلة الجمعة، فإن صلاتكم معروضة عليَّ.قالوا: يا رسول اللّه، كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرِمْتَ؟ ! فقال: إن اللّه حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء".

 

@ وهذا الباب فيه من الأحاديث والآثار ما يضيق هذا الوقت عن استقصائه، مما يبين أن الأبدان التي في القبور تنعم وتعذب إذا شاء اللّه ذلك كما يشاء، وأن الأرواح باقية بعد مفارقة البدن، ومنعمة ومعذبة. ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسلام على الموتى، كما ثبت في الصحيح والسنن أنه كان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين، وإنا إن شاء اللّه بكم لاحقون، يرحم اللّه المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل اللّه لنا ولكم العافية. اللّهم لا تَحْرِمْنَا أجرهم ولا تَفْتِنا بعدهم، واغفر لنا ولهم".
@@ وقد انكشف لكثير من الناس ذلك حتى سمعوا صوت المعذبين في قبورهم، ورأوهم بأعينهم يعذبون في قبورهم في آثار كثيرة معروفة.
@@ وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه"أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدر ثلاثًا، ثم أتاهم فقام عليهم فقال: يا أبا جهل بن هشام، يا أميَّة بن خَلف، يا عُتْبَة بن ربيعة، يا شيبة بن ربيعة، أليس قد وجدتم ما وعدكم ربكم حقًا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقًا". فسمع عمر رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم . فقال: يا رسول اللّه، كيف يسمعون وقد جيَّفُوا؟ فقال: والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قَلِيب بدر".
@ وقد أخرجاه في الصحيحين عن ابن عمر رضي اللّه عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على قَليب بدر فقال: "هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًا؟ " ، وقال: "إنهم ليسمعون الآن ما أقول" ، فذكر ذلك لعائشة، فقالت: وَهِم َابن عمر، إنما قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : إنهم ليعلمون الآن أن الذي قلتُ لهم هو الحق ثم قرأت قوله تعالى: (إنك لا تسمع الموتى( [النمل: 80] حتى قرأت الآية".                                   @@ وكل ما رواه أنس وابن عمر في هذا الباب متفق علي صحته ، وإن كانا لم يشهدا بدرًا، فإن أنسًا روى ذلك عن أبي طلحة، وأبو طلحة شهد بدرًا.

 

@@ كما روى أبوحا تم في صحيحه عن أنس عن أبي طلحة رضي اللّه عنه"أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلًا من صناديد قريش، فقذفوا في طَوِىِّ" [أي: بئر مطوية] "من أطواء بدر، وكان إذا ظهر على قوم أحب أن يقيم في عَرْصَتِهم" [العَرْصَة: كل بُقعة بين الدور واسعة، ليس فيها بناء] "ثلاث ليال. فلما كان اليوم الثالث أمر براحلته فشد عليها فحركها، ثم مشى وتبعه أصحابه. وقالوا: ما نراه ينطلق إلا لبعض حاجته؛ حتى قام على شفاء الرَّكِي [أي: البئر] ؛ فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم، يافلان بن فلان، أيسركم أنكم أطعتم اللّه ورسوله؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقًا. فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ً؟ قال عمر بن الخطاب: يا رسول اللّه، ما تكلم من أجساد ولا أرواح فيها؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم".
@@  والنص الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم مقدم على تأويل من تأول من أصحابه وغيره، وليس في القرآن ما ينفي ذلك فإن قوله: (إنك لا تسمع الموتى) [النمل: 80] إنما أراد به السماع المرتد علي صاحبه بالنفع والإتباع والذي ينفع صاحبه بالإهتاء، فإن هذا مَثَل ضُرِب للكفار، والكفار تسمع الصوت، لكن لا تسمع سماع قبول بفقه واتباع لعجزهم عن الرجوع إلي الحية الدنيا  ، كما قال تعالى: (ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء) [البقرة: 171] . فهكذا الموتى الذين ضرب لهم المثل، لا يجب أن ينفى عنهم جميعُ السماع المعتاد أنواعَ السماع، كما لم ينف ذلك عن الكفار، بل قد انتفى عنهم السماع المعتاد الذي ينتفعون به، وأما سماع آخر فلا ينفى عنهم.  وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن الميت يسمع خَفْق نعالهم، إذا ولوا مدبرين، وإن كانت تلك الحياة لا يسمعون بها، كما نحن لا نرى الملائكة والجن، ولا نعلم ما يحس به الميت في منامه، وكما لا يعلم الإنسان ما في قلب الآخر، وإن كان قد يعلم ذلك من أطلعه اللّه عليه.

 

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

 

جملة من الأحاديث التي ذكر رسول الله صلي الله عليه وسلم فيها عذاب القبر الذي أخبره به جبريل الملك عن رب العزة وهي أحاديث صحيحة ثابتة بطريق التحمل الفطري والأداء .
@@ عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين ، فقال : إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير ؛ أما أحدهما فكان لا يستتر من البول ، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ، ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين ، فغرز في كل قبر واحدة . فقالوا : يا رسول الله لم فعلت هذا ؟ قال : لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا .
فيه مسائل :                                                                     @@@ روايات الحديث :
في رواية للبخاري قال : وما يعذبان في كبير ، ثم قال : بلى .
وفي رواية له : وما يعذبان في كبير ، إنه لكبير .
وفي رواية له : أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة .
وفي رواية له أيضا : أما هذا فكان لا يستتر من بوله ، وأما هذا فكان يمشي بالنميمة .
وفي رواية للنسائي : كان أحدهما لا يستبرئ من بوله .
وفي رواية لأحمد وابن ماجه : أما أحدهما فكان لا يستنزه من بوله .
وفي رواية : لا يتوقّى
مكان القبرين : في المدينة ، فقد جاء في رواية للبخاري قال ابن عباس رضي الله عنهما : مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة ، وفي رواية له : بعض حيطان المدينة . ففي هذه الرواية الجزم بأن القبرين في بعض حيطان المدينة .
@ قوله صلى الله عليه وسلم : وما يعذبان في كبير ، ثم قال : بلى .
وفي الرواية الأخرى قال : وما يعذبان في كبير ، إنه لكبير .
المراد به والله أعلم أنه ليس بكبير في نظر الناس ، ولكنه عند الله كبير .
أو أنه ليس بأمر كبير يشق التّحرز منه ، ولكنه كبير عظيم عند الله لأنه يجعل من المؤمن كونه في حالة بطلان لفرائض تأسست علي الطهارة مثل الصلاة وعموم ما يجب أن يكون المؤمن عليه من الطهر ، وأما النميمة فما أسهل انحدار المؤمن فيها وما أعظمها في الخوض في حقوق المؤمنين وتشويه صورهم في أعين الناس بالباطل  .                                                  إثبات عذاب القبر: وهو ثابت في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
فمن الكتاب قوله تعالى عن آل فرعون : ( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ )
@  وقال جلّ ذِكرُه : ( وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) ولا إشكال في فهم ذلك فهو محتَمَـل ، كما أنه لا إشكال في ختم الآية بقوله : (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) لما يعلمون من عذاب القبر ، وتُدركه سائر المخلوقات، على ما سيأتي بيانه، وقال عز وجل : ( فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ * يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلا هُمْ يُنصَرُونَ *وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) وفي قوله تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ) الآية .
قال أبو سعيد الخدري : يُضيّق عليه في قبره حتى تختلف أضلاعه فيه .
وقال الإمام البخاري : باب ما جاء في عذاب القبر ، وقوله تعالى : ( وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ ) الآية .قال : هو الهوان ، // وقوله جل ذكره : ( سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ) ثم ساق بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : عذاب القبر حقّ ..
@@@وأما الأحاديث فقد قال ابن كثير : وأحاديث عذاب القبر كثيرة جدا . اهـ
@@قال صلى الله عليه وسلم : ألا إن أحدكم إذا مات عُرض عليه مقعده بالغداة والعشي ؛ إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار ، حتى يبعثه الله عز وجل يوم القيامة . رواه البخاري ومسلم
@@ وحدّثت عائشة رضي الله عنها فقالت : دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعندي امرأة من اليهود ، وهي تقول : هل شعرت أنكم تُفتنون في القبور ؟ قالت : فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : إنما تفتن يهود . قالت عائشة : فلبثنا ليالي ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل شعرت أنه أوحي إلي ؛ أنكم تفتنون في القبور . قالت عائشة : فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد يستعيذ من عذاب القبر . متفق عليه . وفي رواية : قالت وما صلى صلاة بعد ذلك إلا سمعته يتعوذ من عذاب القبر
@@  وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوّذ بالله من عذاب القبر دبر كل صلاة ، وأمر أمته بذلك . كان سعد بن أبي وقاص يعلم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة ويقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ منهن دبر الصلاة : اللهم إني أعوذ بك من الجبن ، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر ، وأعوذ بك من فتنة الدنيا ، وأعوذ بك من عذاب القبر . رواه البخاري .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع ، يقول : اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال . متفق عليه .
بل كان يتعوّذ بالله من عذاب القبر صباحا ومساء ، قال عبد الرحمن بن أبي بكرة لأبيه : يا أبت إني أسمعك تدعو كل غداة : اللهم عافني في بدني . اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصرى لا إله إلا أنت . تعيدها ثلاثا حين تصبح وثلاثا حين تمسى ، وتقول : اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت . تعيدها حين تصبح ثلاثا ، وثلاثا حين تمسى . قال : نعم يا بنى إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهن ، فأحب أن أستنّ بسنته . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
@@ وعذاب القبر حق ، ولكن الله أخفاه عن الناس لِحكمة
وحِكمة إخفاء أصوات المعذبين في قبورهم عن الناس قوله صلى الله عليه وسلم : فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه . رواه مسلم .
فما ترك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سؤالَ اللهِ أن يُسمع هذه الأمة من عذاب القبر إلا خشية ألا يتدافنوا . ولما كانت الحكمة مُنتفية في حق البهائم أُسمعت عذاب القبر . بينما عذاب القبر يسمعه كل من مخلوق عدا الثقلين( الإنس والجن)، قال صلى الله عليه وسلم : إن العبد إذا وضع في قبره وتولّى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم . قال : يأتيه ملكان فيُقعدانه ، فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ قال : فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله ، قال : فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة ، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم:فيراهما جميعا . رواه البخاري ومسلم،
زاد البخاري قال: وأما المنافق والكافر فيقال له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : لا أدري كنت أقول ما يقول الناس ! فيُقال : لا دريت ولا تليت ، ثم يُضرب بمطرقة من حديد بين أُذنيه ، فيصيحُ صيحةً يسمعها من يليه إلا الثقلين . يعني تسمعه الدواب ويسمعه من كان قريبا من المكان إلا الإنس والجن .
وقال صلى الله عليه وسلم : إنهم يُعذّبون عذاباً تسمعه البهائم .
@@ وعن زيد بن ثابت قال : بينما النبي صلى الله عليه وسلم لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حَادَتْ به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة ، فقال من يعرف أصحاب هذه الأقبر ؟ فقال : رجل أنا . قال : فمتى مات هؤلاء ؟ قال : ماتوا في الإشراك فقال : إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه ، ثم أقبل علينا بوجهه فقال : تعوذوا بالله من عذاب النار ، قالوا : نعوذ بالله من عذاب النار ، فقال : تعوذوا بالله من عذاب القبر . قالوا : نعوذ بالله من عذاب القبر . رواه مسلم .

@@ من أنكر عذاب القبر فقد كفر ، فقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك .
&& قال ابن القيم : أحاديث عذاب القبر ومساءلة منكر ونكير كثيرة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
&& وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلا وسؤال الملكين ، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به ، ولا نتكلم في كيفيته إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته لكونه لا عهـد له به في هـذه الدار ، والشرع لا يأتي بما تحيله العقول ولكنه قد يأتي بما تحار فيه العقول . اهـ .
ومن مسائل الحديث :

@@ أن عذاب القبر غير منحصر في هذين السببين .
@@  التساهل في الطهارة ، وعدم التّحرز من النجاسة سبب في عدم صحة الوضوء ، وبالتالي عدم صحة الصلاة ، وقد تقدّم معنا في الحديث الثالث قوله عليه الصلاة والسلام : ويل للأعقاب من النار .
@ قوله :لا يستتر ، وفي رواية : لا يستبرئ ، وفي رواية :لا يستنزه .
هذا كله محمول على عدم التّنزّه والتطهر من البول ، لا أنه على عدم استتاره عن أعين الناس ، إذ لو كان ذلك هو السبب لما قُيّد بحال البول فقط
@  فيه دليل على نجاسة البول ، والمقصود بـ " البول " بول الإنسان نفسه  وفيه دليل على أن هذه الأشياء من كبائر الذنوب .
@ خطورة النميمة ، وأنها من كبائر الذنوب .
والنميمة هي نقل الكلام بين الناس على سبيل الإفساد .
وقد قيل : يُفسد النمام في ساعة ما لا يُفسده الساحر في سنة . وهذا على سبيل المبالغة .
@  شق الجريدة وغرزها على القبر من خصوصيات رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأن هذا الأمر من الأمور الغيبية التي لا يُمكن أن يُطّلع عليها أو يعلمها أحد الناس .
@ فيه إثبات شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لمن مات علي التوبة  من أمته .

 

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

 

 


 

إثبات عذاب القبر ونعيمه من القرآن الكريم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

من الآيات القرآنية الواضحة في إثبات عذاب القبر قوله تعالى :  {وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)}[غافر].
فعرضهم على النار من الواضح من سياق الآية أنه قبل يوم القيامة ومعنى يعرضون يحرقون .
وقال-تبارك وتعالى-:{وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (51)}[الأنفال].
وقال-أيضا-:
{وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93)}[الأنعام].
هاتان الآيتان واضحتان أن عذاب الكافر بالضرب يبدأ من قبض روحه .
_  وقال -سبحانه-:{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)}[آل عمران].
_ وقال - تبارك وتعالى-:{وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154)}[البقرة].
هاتان الآيتان دالتان على أن الشهيد منعم في حياة البرزخ.
قال الإمام الشوكاني- رحمه الله- في تفسيره :
"{ ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون } وفي الآية دليل على ثبوت عذاب القبر ولا اعتداد بخلاف من خالف في ذلك فقد تواترت به الأحاديث الصحيحة ودلت عليه الآيات القرآنية ومثل هذه الآية قوله تعالى : { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون }".
@  وقال أبو الحسن الأشعري- رحمه الله- في "الإبانة" :
"مما يبين عذاب الكافرين في القبور قول الله تعالى : ( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) فجعل عذابهم يوم تقوم الساعة بعد عرضهم على النار في الدنيا غدوا وعشيا .وقال تعالى : ( سنعذبهم مرتين )[التوبة:101] مرة بالسيف إذا رفضوا الدخول في دين الله تعالي ، ومرة في قبورهم بعد أن يموتوا  ثم يردون إلى عذاب غليظ في الآخرة.
@ وأخبر الله تعالى أن الشهداء في الدنيا يرزقون ويفرحون بفضل الله تعالى، قال الله تعالى : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) وهذا لا يكون إلا في الدنيا لأن الذين لم يلحقوا بهم أحياء لم يموتوا ولا قتلوا ".
@  وقال البخاري-رحمه الله- في صحيحه :
"باب مَا جَاءَ فِى عَذَابِ الْقَبْرِ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى ( إِذِ الظَّالِمُونَ فِى غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلاَئِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ ) هُوَ الْهَوَانُ ، وَالْهَوْنُ الرِّفْقُ ، وَقَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ ( سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ) وَقَوْلُهُ تَعَالَى ( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ)"
ومن الآيات القرآنية الكريمة التي دلت الأحاديث الصحيحة على أنها نزلت في فتنة القبر وعذابه
قوله تعالى : {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)}[إبراهيم].
وقال تعالى :{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125)}[طه].
قال ابن سعدي : "{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي } أي: كتابي الذي يتذكر به جميع المطالب العالية، وأن يتركه على وجه الإعراض عنه، أو ما هو أعظم من ذلك، بأن يكون على وجه الإنكار له، والكفر به { فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا } أي: فإن جزاءه، أن نجعل معيشته ضيقة مشقة، ولا يكون ذلك إلا عذابا.
وفسرت المعيشة الضنك بعذاب القبر، وأنه يضيق عليه قبره، ويحصر فيه ويعذب، جزاء لإعراضه عن ذكر ربه، وهذه إحدى الآيات الدالة على عذاب القبر. والثانية قوله تعالى: { وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ } الآية.

 

@@ والثالثة قوله: { وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأكْبَرِ } والرابعة قوله عن آل فرعون: { النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا } الآية.
والذي أوجب لمن فسرها بعذاب القبر فقط ، وقصرها على ذلك -والله أعلم- آخر الآية، وأن الله ذكر في آخرها عذاب يوم القيامة.

 

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

 

من موقع برامج سوفت جاء :الرد على من انكر عذاب القبر، خرجت علينا بعض الصحف بمقالات مطولة ينكر أصحابها عذاب القبر.  وقال الإمام أحمد رحمه اللـه: "عذاب القبر حق ومن أنكره فهو ضال مضل"وقال الإمام ابن القيم رحمه اللـه تعالى: "إن اللـه تعالى قد جعل الدور ثلاثة، وهى: دار الدنيا، ودار ما بعد البرزخ، ودار القرار" ثم قال:"وجعل اللـه لكل دار أحكاماً تختص بها، فجعل اللـه الأحكام في دار الدنيا تسير على الأبدان، والأرواح تبع لها، وجعل الأحكام في دار ما بعد البرزخ تسرى على الأرواح، والأبدان تبع لها، وجعل الأحكام في دار القرار تسرى على الأرواح والأبدان معاً"
ثم قال ابن القيم: "واعلم أن سعة القبر، وضيقه، ونوره، وناره ليس من جنس المعهود للناس في عالم الدنيا".
وترجم إمام الدنيا في الحديث - الإمام البخاري - في كتاب الجنائز باباً بعنوان (باب ما جاء في عذاب القبر) وساق البخاري في هذا الباب الآيات الكريمة عن اللـه جل وعلا وروى فيه الأحاديث الصحيحة عن رسول اللـه ، وسأكتفي بحديث واحد أجمع أهل السنة بلا خلاف على إعتباره عمدة الأحاديث فى هذا الباب:  فعن البراء بن عازب رضى الله عنه أنه قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فلما انتهينا إلى القبر جلس النبي على شفير القبر (حافة القبر) وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير (لا يتكلمون) وفى يد النبي عود ينكـت بـه الأرض ثم رفـع النبـي رأسـه فنظـر وقـال لأصحـابـه: استعيذوا باللـه من عذاب القبر، استعيذوا باللـه من عذاب القبر، استعيذوا باللـه من عذاب القبر)) قالها النبي مرتين أو ثلاثـة ثـم التفـت إليهــم النبي وقال: ((إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، وحنوط من حنوط الجنة فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: يا أيتها النفس الطيبة اُخرجي إلى مغفرة من اللـه ورضوان، فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من في السِّقَاء فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها، فيجعلوها في ذلك الكفن، وفى ذلك الحنوط، فيخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان بن فلان، بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ،حتى ينتهوا به إلى السماء الدنيا، فيستفتحون له ،فيفتح له، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها، حتى ينتهي إلى السماء السابعة،فيقول اللـه عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوا عبدي إلى الأرض، فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى، فتعاد روحه ،فيأتيه ملكان، فيجلسانه فيقولان: من ربك؟ فيقول: ربى اللـه، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول هو رسول اللـه، فيقولان له وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب اللـه فأمنت به وصدقت، فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له باباً إلى الجنة، فيأتيه من روحها وطيبها ،ويفسح له في قبره مد بصره، ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح، فيقول: رب أقم الساعة، رب أقم الساعة، حتى أرجع إلى أهلي ومالي، وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه، معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه،فيقول: أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من اللـه وغضب، فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلاَّ قالوا: ما هذه الروح الخبيثة؟! فيقولون: فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا فيستفتح له، فلا يفتح له، ثم قرأ لا تفتح لهم أبواب السماء فيقول اللـه عز وجل: اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى، فتطرح روحه طرحاً فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه.. هاه.. لا أدرى، فيقولان: له ما دينك؟ فيقول: هاه.. هاه.. لا أدرى، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بُعِثَ فيكم؟ فيقول: هاه.. هاه.. لا أدرى، فينادي منادٍ من السماء: أن كذب عبدي، فأفرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح، فيقول: أبشر بالذى يسوؤك، هذا يومك الذي كنت توعد فيقول: من أنت فوجهك الوجه يجئ بالشر؟ فيقول: أنا عملك الخبيث، فيقول: رب لا تقم الساعة، رواه الإمام أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه والبيهقي في سننه والنسائي في سننه وأبو داود في سننه ورواه الحاكم في المستدرك وصححه على شرط الشيخين وأقره الإمام الذهبي وصحح الحديث الإمام ابن القيم في كتاب تهذيب السنن وإعلام الموقعين وصحح هذا الحديث الشيخ الألباني اللهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر – اللهم نجنا من عذاب القبر

 

لك الخبيث، فيقول: رب لا تقم الساعة، رواه الإمام أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه والبيهقي في سننه والنسائي في سننه وأبو داود في سننه ورواه الحاكم في المستدرك وصححه على شرط الشيخين وأقره الإمام الذهبي وصحح الحديث الإمام ابن القيم في كتاب تهذيب السنن وإعلام الموقعين وصحح هذا الحديث الشيخ الألباني اللهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر – اللهم نجنا من عذاب القبر اخر كتاب عذاب القبر والرد علي منكريه

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق